يعد كتاب "رقائق القرآن" من الأعمال القيمة التي تجمع بين العلم والمعرفة، حيث يهدف إلى تقديم تفسير عميق للقرآن الكريم بطريقة سهلة ومبسطة. يركز الكتاب على جوانب مختلفة من القرآن، بما في ذلك إعجازه البياني واللغوي، بالإضافة إلى تنظيم سوره وآياته.
يبدأ المؤلف بتوضيح أن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى، وهو معجزة لا يمكن لأحد أن يأتى بمثلها. ويؤكد على أن إعجاز القرآن لا حدود له، وأننا لا نستطيع إدراك جميع وجوه البراعة فيه بسبب قصورنا عن مرتبة العرب الأوائل. ويذكر أن القرآن له خصائص كثيرة تجعله مختلفًا عن كلام البشر، وأن أول ما يجب على المرء فعله عند دراسة القرآن هو الاعتراف بأن كلام الله هو كلام الله.
ثم ينتقل المؤلف إلى مناقشة وحدة موضوعات القرآن الكلية، موضحًا أن هذه الموضوعات ترجع إلى موضوع واحد وهو توحيد الله سبحانه وتعالى. ويذكر أن القرآن يتناول موضوعات متعددة في سورة واحدة، ولكنها جميعها مرتبطة بموضوع واحد، مما يعكس براعة تنظيم القرآن.
وفيما يتعلق بالتنظيم الداخلي للقرآن، يشير المؤلف إلى أن القرآن لا يحتاج إلى مقدمة أو تمهيد أو خاتمة في كل سورة، لأن كل سورة هي جزء من الكل، وكلها مرتبطة بموضوع واحد. ويذكر أن هذا التنظيم الفريد هو أحد وجوه إعجاز القرآن.
كما يشدد المؤلف على أهمية تلاوة القرآن بتدبر وخشوع، وأن يكون المرء قرآنًا يمشي على الأرض كما كان رسول الله ﷺ قرآنًا يمشي على الأرض. ويحث القارئ على الالتزام بتعاليم القرآن، والعمل بمقتضاه، والابتعاد عن الدنيا وزينتها.
وفي الختام، يدعو المؤلف طالب علوم القرآن إلى التواضع والصدق في طلب العلم، والعمل على تعليم القرآن لكل من يطلبه، دون انتظار أجر مادي. ويحثه على أن يكون بارًا بوالديه، وأن يتحلى بالأخلاق الحميدة، وأن يجعل من القرآن دليله في الحياة.
بهذا التلخيص الموسع لكتاب "رقائق القرآن"، نرى كيف يجمع بين العلم والمعرفة بطريقة سهلة ومبسطة، مما يجعله مصدرًا قيمًا لكل من يرغب في فهم القرآن الكريم بشكل أعمق.