كان العصر الطباشيري مرحلة حاسمة في تاريخ الأرض امتدت لمدة حوالي 79 مليون سنة، بدءاً من نهاية فترة الجوراسي قبل نحو 145 مليون سنة حتى سقوطها مع حدث الانقراض الجماعي الأخير الكبير منذ حوالي 66 مليون سنة. هذا العصر شهد تطوراً هائلاً وتنوعاً بيولوجياً ملحوظاً بين الحيوانات والنباتات. يمكن تقسيم العصر الطباشيري إلى ثلاث فترات رئيسية وهي: الأدنى، الأوسط والعلوي، ولكل منها خصائص فريدة شكلت مشهد الحياة آنذاك بشكل كبير.

في الفترة الأولى، والتي تعرف بعصر طباشيري سفلي أو فالنجيني، ظهرت أولى أنواع الديناصورات الضخمة مثل أبيلوسوروس واستيجوسورس. ولكن ما يميز هذه الحقبة أكثر هو غزو النباتات المزهرة للأرض مما أدى إلى تغيير جذري بالنظام البيئي للكون المضطرب بالفعل بسبب نشأة العديد من الأنواع الجديدة الأخرى.

أما خلال الفترة الوسطى المعروفة باسم سنونكيان، فقد بلغت الديناصورات ذروتها في الحجم والتطور. هنا نجد عمالقة مثل تيرانوصور ريكس وأبليكياتور ولوكيروسورस وغيرها الكثير الذين سيطروا بلا منازع على القارتين القديمة وغوندوانا التي كانت قد بدأت للتو بالتفكك. كما شهد هذا الوقت ارتفاعاً كبيراً في تنوع سمك البحر والقشريات البحرية أيضاً.

وفي الجزء الأعلى والأكثر شهرة بالعصر الطباشيري وهو مرحلة كامبانيان، تميز بتزايد تنافس وحشي بين مختلف الأنواع مما أدى لظهور أشكال جديدة متنوعة ومذهلة للغاية. كان هناك زيادة كبيرة في وجود الرأسيات الصدفيات وديدان النهر الضخمة فضلاً عن بعض الأصناف الأخيرة للدراغونياسaurus والسكوالتيليدات الشهيرة والمفترسات الثعبانية الشرسة. ويذكر المؤرخون جيولوجيون أن آخر ديناصورات معروفة سادت الأرض قبل الحدث المدمر بإخماد "الكوكب الكبير"، كانت ينبوعيات القدم العملاقة مونستروسورس والتي عاشت حتى بداية الباليوجين بعد اختفاء أقرانها مباشرة.

بهذا القدر من التفاصيل حول مضامين تلك الفترتين الثلاث للعصر الطباشيري فإننا نواكب رحلتنا عبر التاريخ الطبيعي لأرضنا المتغيرة باستمرار وبأسلوب علمي دقيق ومنظّم وفق تعليماتكم الصارمة!