تُعتبر جامعة الطائف إحدى المؤسسات الأكاديمية الرائدة في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية. تقع هذه الجامعة الشهيرة ضمن محافظة الطائف الواقعة في إمارة مكة المكرمة، تحديداً بضواحي "الجوية"، والتي تبعد نحو ٢٥ كيلومتراً فقط باتجاه الشمال عن مركز المدينة الرئيسي. تشتهر هذه الزاوية المشمسة من البلاد بمناخها المعتدل وشوارعها الخلابة، مما يجعلها بيئة مثالية لاستضافة واحدة من أهم مراكز التعلم في المنطقة.
بالإضافة إلى حرمها الرئيسي المبهر الذي يحتل مساحة واسعة تقدر بحوالي ۳۸۰٬۰۰۰ متر مربع، تتميز جامعة الطائف أيضًا بثلاثة فروع رئيسية أخرى موزعة بكثافة في مختلف مناطق المحافظة. الفرع الأول محاذٍ مباشرةً لمدينة "تربة" ويُقدر المسافة بينهما بخمسمائة كيلومتر؛ أما الثاني فهو موجود في مدينة "خرمة" والتي تفصل عنها مئتا كيلو متر تقريبًا; وأخيراً يوجد ثالث تلك الفروع المترامية الأطراف بالقرب من منطقة "رنيه" النائية نسبياً إذ تنفرد بانفرادها لمسافة أكثر ثلاث مرات مضاعفة عما قد يشعر المرء بالألفة تجاهه عند التفكير بإمكانية تواجد مؤسسه تعليم عال هناك!
يعكس تصميم مجمعاتها الحديثة ومبانيها التاريخية الجميلة -مثل ثلاثة قصور تاريخية مُعادة ترميم– روح المكان وكيف تستقي الجامعة جذورها العريقة داخل مجتمع كان قبل عقود قليلة مجرد قرية صغيرة ولكن الآن تحولت إلى قلب نابض للحركة الثقافية والعلمية وسط صحراء الربع الخالي. إن وجود مختبرات ومعامل حديقة مكيفة صفوفها بالإضافة لمكتبات غضة بكتب ثمينة منتقاة بدقة عالية وكذلك سهولة الوصول لكل الخدمات الضرورية للمستأجرين المقيمين بالحرم نفسه جعل منها وجهة مرغوبة لدى الشباب الطموح الذين يسعون لتحقيق أحلامهم عبر بوابة عالم المعرفة والحياة العملية مستقبلاً.
وفي سياق الحديث حول كيانات علمية متكاملة تحت مظلة أحد أغلى أسماء الدول تزدهر فيها ثقافتان أصيلتان هما الشريعة الإسلامية والتقنيات الرقمية المتقدمة؛ فإن مجموعة الأقسام المتنوعة مثل الكلية الصحية بكل أقسامها المتشعبة سواء كانت تتعلق بجراحة عامة وصحة عامة وعلاج طبيعي إلخ.. بالإضافة لقسم الفنون والتصميم الذي يحوي أعمال هندسية انسيابية استطاعت جر العيون إليها منذ أول نظرة لها حتى اليوم...هذه الصورة العامة لهذه البيئة الهادئة والحيوية تجمع كافة عناصر نجاح مشروع جامع ملتقى لعقول قادمة لتغيير العالم للأفضل وإن كان ذلك بصورة تدريجية لكنها أكيدة بلا شك. ومن الجدير ذكره هنا أنها مرّت بطريق مليء بالتحديات والنضالات لينتج لهم جميعًا هذا النصب الخالد الذي يجسد اسم بلدهم ويتجاوز حدود وطنهم ليصبح مصدر إلهام لأجيال لاحقة تسعى للإرتقاء بركب البشر فوق سطح الأرض المباركة التي سمحت بوجود أشخاص قادرون على اكتشاف طرق جديدة لبناء مستقبل مشرق يبقى خالدًا إلى يوم الدين بإذن الله تعالى وفضله الكبير جل وعلى.