الكشاف الكهربائي، المعروف أيضًا باسم الكهروستاتيكي، هو أداة علمية أساسية اكتشفها العالم أبراهام بينت عام 1787. يُستخدم هذا الجهاز ذو التصميم البسيط ولكن الفعال في تحديد وجود وشدة الشحنات الكهربائية والإشعاعات المؤينة. ويتكون بشكل رئيسي من صندوق زجاجي فارغ مغلق ذاتيًا يحتوي داخله على عمود معدني ترتفع منه ورقتان ذهبيتان رقيقتان.
تعمل آلية تشغيل الكشاف الكهربائي عبر الاستفادة من خصائص الجاذبية والقوة التنافرية للشحنات المتشابهة. عندما يقترب جسم مشحون من الجزء العلوي من العمود المعدني، تنبعث منه جسيمات تحمل شحنة كهربائية - سواء كانت موجبة أم سالبة -, والتي بدورها تجذب الإلكترونات نحو الرقاقتين الذهبيتين داخل الجهاز. وبالتالي فإن توازن الشحنات يعطي مؤشرًا لحالة الشحنة القادمة إليه؛ فإذا ابتعدت الرقائق عن بعضها البعض فهذا يشير إلى وجود شحنة كهربائية، بينما إذا بقيت ملتصقة فهو دليل غياب الشحنة.
بالإضافة لاستخدامه الأساسي لمراقبة الشحنات الثابتة، فقد شهد الكشاف الكهربائي تقدّمًا ملحوظًا خلال القرون التالية. فعلى سبيل المثال، أدى تركيز المزيد من المواد المشعة بداخله إلى قياس مستويات الإشعاع باستخدام التأيين المرتبط بالإشعاع γ. وهذا يعني أنه ليس فقط يمكن استخدام هذا الأداة لأغراض تعليمية للتجارب التعليمية بل أيضا لكشف الخطوط الحيوية للأخطار البيئية وكشف التسربات النووية وغيرها من المخاطر الصحية المدمرة محتملةً.
بهذا الخضم التاريخي والفائدة العملية الواضحة، يعد الكشاف الكهربائي واحدًا من الأدوات الأكثر شهرة وانتشارًا لدى علماء الفيزياء والكيمياء منذ اكتشافه قبل أكثر من قرنين ونصف قرن حتى يومنا هذا.
