كتاب "معنى الحياة"، والذي يعد أحد الأعمال الأدبية بارزة ضمن مجال علم النفس، يجسد عمق رؤية المؤلف ألفريد أدلر لعالم النفس الإنساني. بصفته مؤسس مدرسة التحليل النفسي الفردية - المشهورة الآن باسم الأدلرية - فقد منح القراء رؤيته الثاقبة للمثلث الأساسي لمشاكل الإنسان: العمل, العلاقات الاجتماعية, والزواج.
يعرض هذا الكتاب السبر العميق حول كيفية تحديد الأفراد لمعنى وجودهم استنادًا إلى واجباتهم الضرورية الثلاث كأعضاء في مجتمع بشري محدود الموارد وصغير نسبياً. يعمل أدلر على تسليط الضوء على كيف تؤدي ظروف الحياة الصحية مثل قصر العمر المتوقع والاعتماد الجماعي والحدود البيولوجية إلى شكل واضح لأهداف الحياة ومعناها.
وفقاً لأدلر، يكمن سر حياة ذات مغزى ليس فقط في مواجهة تحديات الفرد الشخصية ولكن أيضًا في فهم دوره داخل سياقه الاجتماعي الأكبر. يشرح ذلك قائلاً: "الحياة ليست مجرد سلسلة من التجارب الفردية؛ إنها شبكة مترابطة نساهم فيها بشكل كبير".
كان ألفريد أدلر شخصية مؤثرة في عالم الطب النفسي، حاصلٌ على شهادة الدكتوراه من جامعة فيينا الشهيرة بعد دراسته الطبية الأولى في طب العيون والأمراض العصبية. استمر عمله ليترك تأثيرًا دائمًا على مسار علم النفس الحديث، بما في ذلك تركيزه الشديد على دور الخبرة الشخصية والقيم الفردية في عملية الصحة النفسية والسعادة.
بالإضافة إلى "معنى الحياة"، نشر الدكتور أدلر عدة أعمال رئيسية الأخرى منها: "ممارسات ونظرية علم النفس الفردي", "فهم الطبيعة البشرية", "ماذا قد تعني لك الحياة؟", وغيرها الكثير مما يساهم بشكل جوهري لفهم العمليات الداخلية للسلوك الإنساني.
وفي نهاية المطاف، يعكس اقتباس ادلر الجوهري جوهر رسالته: "كل فرد لديه منظور خاص للحياة وهذا الرؤية تعتبر أساسًا لما يؤمن به وما يقوم به أثناء يومه." وبالتالي، فإن سعينا نحو فهم معنا الحياة ليس طريقًا جامدة ثابتة، وإنما رحلة ديناميكية ومتغيرة باستمرار.