تعتبر الحرية من القيم الرئيسية التي يشيد بها المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ. إنها تسمح لنا باتخاذ اختياراتنا وتوجيه حياتنا حسب قناعاتنا الخاصة ضمن حدود الشرع والقانون. لتوضيح هذا المفهوم المعقد بعض الشيء للأطفال، يمكن النظر إليه كتوازن بين الحقوق والمسؤوليات.
في الإسلام، تُعرّف الحرية بأنها القدرة على التصرف بحرية داخل إطار الشريعة الإسلامية. وهذا يعني أنه رغم وجود قوانين وضوابط تحدد ما هو مسموح وما يُحظر القيام به، فإن البشر لديهم حرية اتخاذ القرارات بشأن كيفية العيش والتفاعل مع العالم حولهم طالما كانت قرارتهم تتوافق مع تعاليم الدين والأخلاق.
على سبيل المثال، الطفل لديه حرية الاختيار فيما يأكل ويري ونوع الأنشطة التي يمارسها - لكن هذه الحريات محدودة بحيث تحافظ دائماً على سلامته وأمانه وصيانته من الضرر. كما يتم تشجيع الأطفال أيضاً على تطوير حكمهم الخاص واتخاذ الخيارات الشخصية تحت إشراف الوالدين حتى يتعلموا مسؤوليتهم عن تصرفاتهم تدريجياً.
مع تقدم العمر للطفل، تبدأ المفاهيم المتعلقة بالحرية في التعقيد أكثر؛ فهم يدركون شيئاً فشيئاً تأثير أعمالهم سواء كانت جيدة أم سيئة ليس فقط عليهم ولكن كذلك على الآخرين في مجتمعهم الأكبر. وهكذا، يعلمون أهمية استخدام حريتهم بحكمة ومراعاة حقوق وكرامات الآخرين ومعايير العدالة الاجتماعية والدينية.
إن تعليم الأطفال عن الحرية منذ سن مبكرة يساهم بشكل كبير في بناء شخصيات مستقرة قادرة على التفكير النقدي والتصرف بشكل مستقل بطريقة مسؤولة وتنمويّة اجتماعياً ودينياً. وبالتالي، تعتبر عملية غرس روح الحرية وفق ضوابط أخلاقية وإرشادات شرعية أمر ضروري لبناء جيوش المستقبل الذين سيساهمون بإيجابية في تنمية وطنهم ودعم ثقافتهم الهوياتية المحافظة.