تلعب الخلايا الدبقية دورًا حيويًا في النظام العصبي عبر مجموعة متنوعة من الوظائف المهمة. تُعرّف الخلايا الدبقية على أنها خلايا غير عصبية موجودة في كلا جزأي الجهاز العصبي: الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي. وعلى الرغم من اختلاف تشريحها مقارنةً بالخلايا العصبية - إذ ليس لديها محاور عصبيّة ولا زوائد شجريّة - إلّا أنّ تأثيرها أساسي وداعم لديناميكية هذا الشبكة المعقدة. تشمل وظائف هذه الخلايا دعم بنية الأعصاب، تقديم الرعاية الغذائية الضرورية، المساعدة في استقلاب الطاقة داخل الخلايا العصبية، تطهير المخلفات من خلال هضم المواد ميتة، التحكم في حاجز الدم والدماغ، وإدارة الناقلات العصبية.
في الجهاز العصبي المركزي، يوجد عدة أنواع رئيسية من الخلايا الدبقية بكل منها مهام خاصة بها. أولاً، تأتي الخلايا النجمية التي تشبه شكلاً نجماً، وهي مسؤولة عن توفير الدعم الهيكلي والغذائي للعصبونات. تقوم هذه الخلايا بنقل المغذيات والأكسجين إليها وتسهيل عملية تبادل الأيونات والمواد بين الدورة الدموية والخلوية، فضلاً عن تنظيف المنطقة من الأنسجة القديمة أو المتحللة وبالتالي حماية خلايا الجسم الحيوانات بدلاً من الخلايا العصبية فقط. ثانياً، هناك الخلايا الدبقية القليلة التغصنة والتي تتوضع حول محاور العصبونات لتغطيتها بغلاف يسمى "الغمد الميليني". يعمل هذا الغطاء الواقي كعازل كهربائي يعزز سرعة توصيل الرسائل بين خلية وأخرى. تعدُّ كذلك من مضادات العدوى لأنها يمكنها التعرف على الطفيليات والبكتيريا الوافدة المدمرة وتمكين جهاز المناعة الخاص بالنظام العصبي من التصدي لهم قبل انتشار المرض.
أما النوع الثالث فهو الخلايا الدبقية الصغيرة التي تمتلك القدرة على الاستجابة لأي اضطرابات صحية محتملة تصيب الجهاز العصبي. تلعب دوراً دفاعياً مباشراً كمستشعرات للأخطار الخارجية تستطيع مهاجمة مسببات الأمراض والقضاء عليها لمنح النظم المركزية وقت راحة لإصلاح نفسها بعد الإصابات المختلفة. أخيراً وليس آخراً، تنقسم الخلايا البطانية العصبية إلى مجموعتين فرعيتين؛ الأولى عبارة عن صف واحد مما يشابه فرشاة الشعر تغطي سطحَ وجوه قناتَي الدوران الراحي والنخامي للدماغ وحبل ظهري. مهمتها زيادة سُمك تلك الطبقات الداخلية وتحسين تدفق سائل نخاعي ذو وظائف متعددة بما فيها حمل الطعام المستورد ونفايات العمليات الحيوية المنتجة داخلياً خارج جسم الإنسان. بينما تحمل الثانية هياكل شعيبة تعمل بمثابة مجاذيف تعمل بدون انقطاع لسحب والسحب بخفة منعشة لمادة البلغم المنبعثة بطول نظام دوران الثلاثة اعضاء سالفة ذكرها لحفظ توازن درجات حرارته وشبرته ضد الصدمات المتكررة عليه أثناء حركة أفراد المجتمع اليوميه. جدير بالذكر وجود أيضا خلايا شعاعيه تعتبر حاليًا مصدرًا خصباً لبحث علمي جديد نظرًا لقدرتهم الطبيعية الرائعه بإنتاج عناصر جديدة سواء كانت فعليا خلاياه عصبياً أم مشتقا منها!
بينما يقع التركيز الأكبر ضمن حدود الدماغ والحبل العنقي فإن جزء آخر يسكن منطقة مستقله تحت اسم "العصبيه" ويشهد حضور شخصيتان بارزتان أيضًا وهما : شوآن وساتولات. تخضع الاولى لقواعد عمليه مشابه لذاكرتها الآلفة لكن نطاق اختصاصاتها هنا مختلف تماما عنه بالسابق فالهدف الرئيسي هو خدمة قطاع اكبر بكثير وهو اتصال الاعراف الخارجية مباشرة عبر ألياف نيوروبلاستونية مغطاه بماده دبقة عرضتها كأحد الاحياء الاخيرة المقاوِمه للتلف حين تعرض للجروح والإلتهاب وغيرها ممن تهديداته المعتاده . وفي الجانب الآخر ، تقوم ساوتيلات بحفظ نظافة المناطق المجاوره لهذه اللحظات الحرجه مع خصوصية اضافيه تمارس دوره رائده فى تقليل تاثيرات الملوثات المعدنية الداخله عن طريق غذائنا والتي ربما تؤثر بشدة لو وصلت اهدافها القصيره المدى !
هذه الفتحات المفتوحة أمام دراسات مستقبلية واسعه جدا ستسمح لنا باستثمار معرفتنا الحالية لتحقيق تقدّم هائِل وفهم متزايد لعلاقات ومعادلات بقاء أجسام البشر الذين يحملون تراث خلق الله القدير!
