إن مصطلح "القدوة" يشير إلى شخصية أو مثال يحتذي به الأفراد لتحقيق طموحاتهم واكتساب المهارات والمعرفة. يمكن تقسيم القدوات إلى نوعين أساسيين هما القدوة الحسنة (الإيجابية) والقدوة السيئة (السلبية). بالإضافة إلى ذلك، هناك نوع ثالث يعرف بالقُدْوَه العكسيّة. سنستعرض فيما يلي خصائص وأمثلة لكل نوع من هذه الأنواع الثلاثة لنوضح أهميتها ودورها في تشكيل المسيرة الفكرية والسلوك الإنساني.
- القدوة الحسنة (الإيجابية): هي أكثر الأنواع شيوعاً وانتشارًا بين الناس، وهي تمثل النموذج المرغوب والمثالي للسلوكيات والأفعال والمبادئ الأخلاقية والقيم المجتمعية. قد تكون هذه القدوة شخص يدير مؤسسة ناجحة، زميل عمل ذو مهارة عالية واحترافيّة مميزة، أو حتى قائداً تاريخياً معروف بحكمته وقراراته المحكمة. فعلى سبيل المثال، الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت يعد رمزاً بارزاً للقيادة والإصلاح خلال فترة الكساد الكبير. أما العالم العربي فقد عرف عديد القواد مثل الملك عبد العزيز المؤسس للمملكة العربية السعودية وللحركة الوحدوية العربية، وكذلك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات وشاعر العرب أحمد شوقي وغيرهم الكثير ممن تركوا بصمتهم التاريخية عبر جهودهم الرائدة وإنجازاتهم المتفردة.
- القدوة السيئة (السلبية): تعكس العكس تماما لما تبثه القدوة الجيدة، فهي توفر نقطة محورية لتصحيح المسار وضمان عدم تكرار الخطأ نفسه مرة أخرى. غالبًا ماتتميز بأنماط التفكير المضرة بالسلوك الاجتماعي وتؤثر بشكل سلبي على حياة الفرد وعلى بيئته المقربة منه. وقد تأخذ صورة أشخاص خالفوا القانون بشدة وحظروا عقوبات مشددة نتيجة لأعمالهم الإجرامية كالقاتل الشهير جاك السفاح أو السياسي الألماني هاينريش هيملر النازي العنصري المعروف بدوره الرئيسي أثناء الحرب العالمية الثانية وما ارتكبته قواته تحت رعايته من مجازر ضد اليهود وصنف المنتوجات البشرية الأخرى.
- القدوة العكسية: تتمثل في شخص نجح في مجال معين لكن بطرق غير أخلاقية مما جعل الغالبية تستبعده كمصدر إلهام مناسب لهم رغم نجاحه الظاهري. يمكن تصنيف تجار المخدرات ضمن هذه الفئة فهم ربما جمعوا ثروات طائلة ولكن طريقهم نحو تحقيق المكاسب كان مدمرًا للحياة الإنسانية والصحية للأجيال الشابة المغرر بهم. لذلك تعتبر هذه النوعية تحذيراً ضروريًا لمنع الانخداع بمظاهر النجاح الخارجية وعدم الاكتفاء بها كأساس لتقييم جدواه بالنسبة لمختلف جوانب الحياة المختلفة كرياضة الروح والجسد والتفاعلات الاجتماعية والعلاقات الحميمة داخل الأسرة والمدرسة ومكان العمل الخ .
وفي نهاية المطاف، تعد دراسة مختلف أنواع القدوات أمر حيوي لفهم طبيعة الدافع الداخلي لدى الرجال والنساء واتخاذ القرارات المنطقية لحماية مجتمعنا ومحيطنا الشخصي وتعزيز ثقافة الاحترام والحفاظ علي حقوق الإنسان وتمكين الشباب لبناء مستقبل افضل.