تشكل الأجهزة الإلكترونية جزءاً أساسياً من حياة الأطفال المعاصرين؛ فمن بينها التلفزيون، والذي ربما يُنظر إليه كمصدر للترفيه والتعلم بالنسبة لهم. ومع ذلك، فإن الآثار المرتبطة بمراقبة شاشة التلفزيون طوال اليوم هي قضية تنبعث تساؤلات كثيرة حيالها. دعونا نستعرض معًا الفوائد والمخاطر المتعلقة باستهلاك الأطفال للتلفزيون بشكل مدروس ومتوازن.
أولاً، يوفر التلفزيون مصدر تعليمي غني وممتع للأطفال. يمكن لمحتوى البرامج التعليمية مثل رسوم كرتون علم الأحياء والتاريخ والدراسات الاجتماعية تقديم شرح بسيط ومسلي لهذه المواضيع التي قد تكون أقل جاذبية عند تدريسها بطرق تقليدية داخل الفصل الدراسي. بالإضافة إلى ذلك، تُعد العديد من الأفلام الوثائقية والبرامج الواقعية فرصة رائعة لتوسيع مدارك الطفل وتعزيز فضوله الفكري.
بالإضافة لذلك، يساعد التلفزيون أيضًا في تطوير المهارات الاجتماعية لدى الأطفال. يشاهد الصغار شخصيات مختلفة عبر الشاشة ويتعلمون كيفية التواصل الاجتماعي وتحليل الخصائص البشرية المختلفة كالصفات الشخصية والعلاقات الإنسانية. لكن هذا لا يعني أنه يجب ترك الأمر لدرجة مفرطة؛ إذ إن مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة بدون رقابة قد تؤدي إلى عزلة اجتماعية وعدم القدرة على التواصل فعليا مع الآخرين وجهًا لوجه.
بالانتقال إلى الجوانب السلبية، فإن الوقت الزائد أمام الشاشات يؤثر سلبًا على التركيز العقلي وصحة العين وأداء الرياضة والجسد عموماً بسبب قلة الحركة. كما يحتوي بعض محتوى الترفيه التجاري على عناصر غير مناسبة عاطفيًا وسلوكيًا وقد تشجع على العنف والكذب والسلوك العدواني إذا ما تعرض لها بصورة مستمرة.
لذلك يتعين وضع حدود واضحة لاستخدام جهاز تلفزيون في بيئة المنزل الصحيحة وتوجيه انتباه الطفل نحو القنوات المناسبة ذات الرسائل الأخلاقية الحميدة والتي تستثير تفكيره والإبداع لديه بدلا من مجرد الاسترخاء السلبي ومشاهدة مشاهد ثابتة فقط. كما ينصح بتوفير نشاط رياضي منتظم وحياة مجتمعية نشطة لتحقيق توازن صحي مناسب لعمر طفلكِ واستثمار وقت فراغه بما يعود بالنفع عليه وعلى رفاهيته العامة.
ختامًا، رغم وجود إيجابيات محدودة تتعلق باستخدام الأطفال بالتلفزيون إلا أنها تبقى هشّة وغير قادرة بنفسها وحدها تغطية جميع الاحتياجات الحيوية لصحة نموهم الروحية والعقلية والنفسية والجسدية نظرًا لأن لكل جانب سلبياته الخاصة به حال مواجهته بمفردة لساعات عديدة يوميا وهو أمر يستحق الانتباه والحذر منه لمنع الضرر الأكبر قدر المستطاع.