الاستثناء المفرغ هو مفهوم لغوي يُشير إلى استخدام اللغة بطريقة تربك المتلقي وتثير الحيرة بسبب عدم الوضوح في التفاصيل. هذا النوع من الخطاب يعتمد غالبًا على إخفاء بعض المعلومات الضرورية لتوضيح الرسالة بشكل صحيح. قد يبدو الأمر وكأن المعلومة كاملة ولكنها في الواقع غير مكتملة مما يؤدي إلى لبس وغموض لدى المستمعين أو القراء.
في السياق النحوي، يمكن اعتبار هذه الظاهرة نوعاً من الأخطاء التي تنجم عادة عن سوء ترتيب الجمل أو حذف كلمات أساسية. أما دلالةً، فإن الاستثناء المفرغ يستخدم غالباً لأهداف مختلفة منها الخداع أو التشويش عمداً لإحداث حالة من الارتباك حول معنى معين. ومن الجدير بالذكر أنه ليس كل "الإستثناءات الفارغة" نابعة من سوء نيّة؛ فقد يحدث ذلك نتيجة للإجهاد العقلي أو نقص التدريب اللغوي المناسب أيضاً.
على سبيل المثال، عندما يقول شخص ما "كل الطلاب حاضرون اليوم"، وعلى الرغم من أنها تبدو عبارة بسيطة ومعروفة إلا أنها تحتوي بالفعل ضمنياً على استثناء؛ لأن ذكر جميع الطلاب بدون تحديد إذا كان هناك طالب واحد غائب يعني بأن الجميع موجود باستثناء ذلك الغائب الواحد. وهذا مثال واضح لكيفية عمل الاستثناء المفرغ - حتى وإن لم يتم ذكره مباشرة -.
من الناحية العملية، يعد التعامل مع مثل هذه الأمور أمر حاسم خاصة عند التواصل الكتابي والشفهي الرسمي حيث تتطلب المواقف الدقة والمباشرة تماماً كما ينبغي أن تكون الحقيقة نفسها واضحة ومباشرة كذلك. إن قدرة المرء على اكتشاف والاستجابة لـ "الإستثناءات المفرغة" تعكس مستوى مهارات التواصل لديه بالإضافة إلى قدرته على تحليل واستيعاب المعلومات المعقدة. وفي النهاية، يمكن القول إن إدراك مدى أهمية توضيح الأفكار بدقة يساهم بشكل كبير في تحقيق تفاهم متبادل وبناء مجتمع قائم على أساس الثقة والفهم المشترك.
