دور المدرسة الوظيفية في دراسة سيكولوجية المجتمع

تعتبر المدرسة الوظيفية واحدة من أهم مدارس التفكير في مجال علم النفس الاجتماعي، والتي ظهرت كرد فعل لفصل علم النفس عن فروع الفلسفة التقليدية. تسعى هذه ا

تعتبر المدرسة الوظيفية واحدة من أهم مدارس التفكير في مجال علم النفس الاجتماعي، والتي ظهرت كرد فعل لفصل علم النفس عن فروع الفلسفة التقليدية. تسعى هذه المدرسة لتحديد ودراسة وظيفة وأثر مختلف عناصر المجتمع والبنية الاجتماعية، وكيفية مساهمتها في استمرارية واستقرار النظام العام. تشدد المدرسة الوظيفية على الانسجام والتفاعل بين الأدوار والأنظمة المتنوعة داخل المجتمع - بما فيها العائلة والدين والاقتصاد والتعليم - مؤكدةً أن كل منها يلعب دوراً حيوياً في تحقيق الرخاء الاجتماعي.

مبادئ المدرسة الوظيفية في علم النفس:

  1. الوعي الجماعي والإجماع: تعتقد المدرسة الوظيفية أن وجود وعينا جماعيا مشتركا بين أعضاء المجتمع - بناءً على معتقدات وقيم متفق عليها - أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي. يوفر هذا الإجماع قاعدة سياسية لتوحيد جهود الناس نحو هدف واحد، مما يساعد على تجنب النزاعات وتعزيز التعاون.
  1. البدائل الوظيفية: تُشدد المدرسة الوظيفية على مرونة المجتمع وقدرته على إعادة تنظيم نفسه عند فقدان أحد مؤسساته المحورية. على سبيل المثال، قد تحل عقائد دينية جديدة محل تلك القديمة، بينما تستطيع الاقتصادات البديلة مثل الشيوعية أو الرأسمالية تقديم حلول فعالة للاحتياجات الإنسانية الأساسية.
  1. الأركان الأربع للنظام الاجتماعي: تحدد المدرسة الوظيفية أربع احتياجات جذرية للأفراد ضمن البيئات الاجتماعية؛ وهي الغذاء والسكن والمال والملبس. توازن هذه الاحتياجات من خلال شبكات المجتمع الواسع والتي تعكس علاقات العمل والشراكة بين مؤسسات متفرقة مما يعطي صورة واضحة لمفهوم "العيش بكرامة".
  1. الدور التربوي: ينظر علماء نفس مدرسة الوظيفية إلى العملية التعلمية باعتبارها آلية مهمة لنشر المعرفة الثقافية والقيم الأخلاقية عبر الأجيال الناشئة. فهو يشجع الأطفال منذ سن مبكرة على فهم أدوارهم المستقبلية ضمن الهياكل المجتمعية المختلفة ويوجه طاقتهم نحو تحقيق نجاح فردي وجماعي منصف ومتوازن.

تطبيق المفاهيم الوظيفية الحديثة:

في العالم الحديث، نرى تأثيرات مفاهيم المدرسة الفعلية بشكل واضح في السياسات العامة المرتبطة بالنظم الصحية العامة ونظم الأمن الغذائي العالمي وحماية حقوق الإنسان والحوكمة الرشيدة. فالاستثمار الحكومي في قطاعي الصحة والتعليم مثال حي لكيفية دعم الدولة لوحدة مجتمعاتها ورفاهيتها بطرق عملية مدروسة ترتكز على ركائز اجتماعية وثقافية راسخة.

ومن الجدير ذكره أيضا كيف أثرت نظرية الوظائف على تطوير المجمعات التعليمية والاستشفائية الحديثة وما نتج عنه من زيادة مستوى الوصول إليها مما عزز فرص المواطنين بالعيش الكريم وفقا لما رسمه لهم مصممون نظمهم الأولى بحكمة وبصيرة عميقة..


عاشق العلم

18896 Blogg inlägg

Kommentarer