الفرق الدقيق بين الفاشية والشيوعية: نظرة تاريخية وفلسفية متعمقة

تعكس الفاشية والشيوعية نظامين سياسيين واجتماعيين مختلفين بشكل جذري رغم تشابههما ظاهرياً في بعض الجوانب؛ إذ يرتكز كل منهما على مبادئ أساسية تؤثر بشدة ع

تعكس الفاشية والشيوعية نظامين سياسيين واجتماعيين مختلفين بشكل جذري رغم تشابههما ظاهرياً في بعض الجوانب؛ إذ يرتكز كل منهما على مبادئ أساسية تؤثر بشدة على بنية الدولة والقيم المجتمعية. دعونا نتفحص هذه الأنظمة بمزيدٍ من العمق لفهم الاختلافات الرئيسية التي تميزها.

الأصل والتاريخ

الفاشية هي حركة سياسية ظهرت لأول مرة في إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى بقيادة بينيتو موسوليني عام ١٩٢٢، مستلهمةً اسم "fascio" الإيطالي القديم والذي يعني الحزمة. تمتاز الفاشية بتعصبها للعرق والأمة الواحدة وتحث على الولاء المطلق للدولة والحزب السياسي المتسلط. بينما الشيوعية فلسفة ومذهب ماركسي نشأ كحركة ثورية ضد الرأسمالية نهاية القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر تحت قيادة كارل ماركس وفرانس فريدريك إنجلز بهدف إنشاء مجتمع خالٍ من الطبقية يقوم على الملكية العامة لوسائل الإنتاج.

الاقتصاد والممتلكات الخاصة

تبنت النظم الفاشية اقتصاد السوق الحر مع دور كبير للحكومة في تنظيم وتوجيهه بما يخدم مصالح البلاد القصوى حسب وجهة نظر قادتها. أما النظام الشيوعي فهو يدعو إلى ملكية مشتركة للمجتمع لكل وسائل الإنتاج وأن تكون جميع القرارات الاقتصادية مركزية وليست فردية. هذا يعنى عدم وجود رأسمالية ولا ممتلكات خاصة بل تبادل مباشر للأعمال والمنتجات وفق احتياجات الناس وليس الربح الشخصي.

العلاقة بالدولة والفرد

ترى الفاشية ضرورة القوة المركزية للحكم والاستبداد لحماية البلد والشعب مما تعتبره تهديدات خارجية أو داخلية محتملة. كما أنها تقدس القائد الأعلى باعتباره رمز قوة ونقاء الأمّة. بالمقابل فإن الشموليات الاشتراكية تتجاهل حقوق الأفراد لصالح سلطة الدولة وجماعة الحزب الحاكم. لكن الشيوعيين يؤكدون على أهمية المواطنين ضمن الدولة الجديدة ويؤمنون بأن تحرير الإنسان يأتي عبر تحرير البشر كافة من الظلم الاجتماعي.

هذه لمحة سريعة عن الاختلاف الكبير بين هذين النهجين السياسيين وأسلوب حياتهما المتناقضان عمليا وثورويتهما النظرية أيضًا والتي تركت بصماتها التاريخانية المؤثرة حتى يومنا الحالي.


عاشق العلم

18896 Blog posting

Komentar