- صاحب المنشور: زليخة بن الطيب
ملخص النقاش:
مع تزايد انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، أصبح واضحًا أنها تساهم بشكل كبير في تحويل العديد من جوانب حياتنا اليومية. ولا يختلف قطاع التعليم والتواصل كثيرًا عن ذلك؛ حيث نرى بالفعل أدوات وأنظمة مبنية على الذكاء الاصطناعي تغير الطريقة التي نتواصل بها ونتعلم بها. هذه التحول ليس خاليًا من التحديات والنقاش حول مستقبله المحتمل.
أولاً، فيما يتعلق بالتعليم، فإن استخدام برامج التعلم الآلي يمكن أن يجعل عملية التدريس أكثر كفاءة وشخصانية. الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي قادرة على مراقبة تقدم المتعلمين وتعديل الخطط الدراسية وفقًا لذلك، مما يحقق تعليمًا أفضل ومستهدف لكل طالب بمفرده. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه التقنيات مساعدة المعلمين في إدارة الفصول الدراسية بشكل أكثر فعالية، مثل تصحيح الأعمال المنزلية بسرعة أكبر أو تقديم دعم فوري للمتعلمين الذين يواجهون صعوبات معينة.
ومع ذلك، هناك مخاوف بشأن التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي على الجوانب الاجتماعية والعاطفية للتجربة التعليمية. قد يؤدي الاعتماد الزائد على الروبوتات والأجهزة الإلكترونية إلى انخفاض التواصل الشخصي بين الطلاب والمعلمين، وبالتالي تأثير سلبي محتمل على المهارات الاجتماعية والقدرة على العمل ضمن فرق. كما أنه ينبغي النظر بعناية في القدرة على ضمان المساءلة الأخلاقية عند تصميم هذه الأنظمة وضمان عدم تعرضها للتحيز البشري ذاته الذي يتم محاربته حاليًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفيما يتعلق بالتواصل، فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تغيير قواعد اللعبة تمامًا. بفضل الترجمة الرقمية الدقيقة وتحليل المشاعر عبر الإنترنت وغيرها من الأدوات ذات الصلة، يمكن للمستخدمين الآن التواصل بلا حدود لغة أو جغرافية. ولكن وعلى الجانب الآخر، قد تشكل وسائل الاتصال المبنية على الذكاء الاصطناعي أيضًا تهديدا للأمن السيبراني إذا لم يتم تطويرها وصيانتها بأحدث طرق الحماية الأمنية.
ومن الجدير بالملاحظة أيضا دور الذكاء الاصطناعي في خلق فرص عمل جديدة بينما يلغي البعض الآخر بسبب الاستبدال بنظم التشغيل الآلية. وقد يستلزم هذا إعادة تدريب العمال الحاليين ليتمكنوا من مواكبة السوق المتغير باستمرار والذي شهد دخول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إليه بكل قوة واقتدار.
بشكل عام، إن إدراج الذكاء الاصطناعي داخل القطاع الأكاديمي والإعلامي والثقافي سيحتاج دائمًا لتقييم دقيق لأثره الاجتماعي والفردي حتى وإن كان سعينا نحو تحقيق هدف واحد وهو زيادة الكفاءة والحفاظ عليها.