المعلم: رسالة سامية وأدوار متعددة

المعلم هو العمود الفقري للعملية التعليمية، وهو الشخصية المحورية في بناء الأجيال وتشكيل مستقبل المجتمع. إن مهنة التعليم ليست مجرد نقل للمعرفة، بل هي رس

المعلم هو العمود الفقري للعملية التعليمية، وهو الشخصية المحورية في بناء الأجيال وتشكيل مستقبل المجتمع. إن مهنة التعليم ليست مجرد نقل للمعرفة، بل هي رسالة سامية تتطلب التزامًا أخلاقيًا ومهنيًا عاليًا. المعلم ليس مجرد مقدم للمعلومات، بل هو مرشد وموجه، يسهل عملية التعلم ويغرس القيم والأخلاق الحميدة في نفوس طلابه.

تتعدد أدوار المعلم، فهو مرشد نفسي واجتماعي لطلابه، وموجه تعليمي يركز على تنمية مهاراتهم ومعارفهم. كما أنه حارس للتراث الثقافي، ينقل تراث الأمة الإسلامية إلى جيلها الجديد. بالإضافة إلى ذلك، يلعب المعلم دورًا مهمًا في المجتمع المدرسي كعضو فعال في جماعة المدرسة، فضلاً عن دوره كمواطن في المجتمع الأوسع.

إن مهنة التعليم تعد من أفضل وأجل الأعمال، وقد جعل الإسلام للمعلم مكانة وأهمية خاصة. فهو المسؤول عن إعداد الرجال في الدولة في مختلف المواقع الدينية والسياسية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية. إن صلاح المعلم يؤدي إلى صلاح هؤلاء جميعًا، مما يجعلهم نافعين لأوطانهم ولأمتهم.

لإعداد معلم التربية الإسلامية بشكل صحيح، يجب مراعاة عدة جوانب:

  1. غرس الآداب الإسلامية: من خلال عرض سير المعلمين المسلمين البارزين الذين كانوا قدوة حسنة في السجايا الحميدة والأخلاق الفاضلة.
  2. مراعاة الاستعدادات والمواهب الفطرية: عند اختيار من يجري إعدادهم لممارسة مهنة التعليم والتربية.
  3. مراعاة التدرج أثناء الإعداد: من السهل إلى الصعب، ومن درس إلى درس، لتجنب الحمل فوق الطاقة.
  4. التزود بالثقافة العامة: مع التركيز على التخصص، حيث أصبح التطور السريع في حقول المعرفة والمعلومات أمرًا حيوياً.

يجب أن يكون المعلم مخلصًا متحمسًا لرسالته، ملتزمًا بالقوانين الأخلاقية التي ينادي بها الإسلام. يجب أن يستمر تطوره مدى الحياة، مما يتطلب توفير الفرص والإمكانات التي تساعده على أداء رسالته والاستمرار في طلب المزيد من المعرفة والعلم النافع.

إن حسن إعداد المعلم يؤهله للقيام بتنظيم الخبرات التربوية وإدارتها وتنفيذها طبقا للأهداف المحددة لكل منها. وهو أهدى سبيل للحصول على المعارف واكتساب المهارات والصفات الطيبة ويمهد له الطريق لتحمل المسئوليات ويروض نفسه على القيام بالمهام المتوقعة في حياته المهنية وحياته العامة.

في الختام، إن المعلم صاحب رسالة توجب عليه أن يكون مخلصًا متحمسًا لها أمينًا عليها. وأن يلتزم بالقوانين الأخلاقية التي ينادي بها الإسلام. إن إعداد وتدريب معلم التربية الإسلامية يجب أن يحظى بالاهتمام البالغ ليكون ملتزمًا بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة. وليكون قدوة حسنة لطلابه، وحتى يستطيع تطبيق الأسلوب العلمي في مجال التعليم من خلال تخطيط برامج إعداد المعلم في ضوء الجوانب


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات