بدأت مسيرة علم الدلالة عند العرب بصورة واضحة ومتنوعة، مردّها إلى الرؤى الثقافية المتراكمة عبر قرون طويلة والتي ساهمت في رسم خريطة معرفية فريدة لهذه الدراسة. يمكن تتبع جذور this field of study من خلال عدة عوامل رئيسية:
التركيز على المعاني والمعنى الدلالي
لقد ألف العرب العديد من المؤلفات حول جوهر اللغة ومعانيها، مما أدى إلى ولادة توجه نحو دراسة الدلاليات بطريقة منهجية. شكلت محاولات التعامل مع التفسيرات والتعاريف الكثيرة للألفاظ أساسًا للدراسات اللغوية المبكرة التي سعى فيها العلماء لتوضيح الربط بين الوجود الذهني للفظ ومفهومه الواقعي وبينه وبين الشيء نفسه.
إسهامات أعلام العصر الوسيط في فهم الدلالة
من أبرز الشخصيات التي أثرت في تطور علم الدلالة هو أبو الفتح بن جني, الذي ترك لنا تراثًا فكريًّا غزيراً رغم عدم نشر جميع أعماله. يعد "الأحكام" أحد أشهر كتبه والذي ظل له تأثير كبير حتى يومنا هذا, فهو يُعتبر جسراً بين التراث الإسلامي والفكر الحديث في مجال النقد الأدبي والدلالي.
اكتشافات اللغويين العرب في مجالات متعددة
اهتم اللغويون المسلمون بشكل خاص بدلالة الكلمات وفروعها المختلفة بما فيها مصطلحات القرآن الكريم. تعتبر حرصهم الشديد على ضبط المصاحف مثال حي لإعمالهم الرائعة في ميدان الدلالة المبكر. تغييرات بسيطة في الحروف قد تقلب تمام المعنى أو الوظيفة الأصلية للجملة. وهذا ينطبق أيضا حين نقول إن بداية ظهور علم النحو مرتبط ارتباط وثيق بالنظر في دلالتها الصوتية والسكونية وغيرهما حسب نوع السياقات المستخدمة بها .
انطلاق حركة علم اللسانيات الأوروبية من أعمال العرب
على الرغم من أن أول عمل أكاديمي موحد حول النظر في المعاني جاء بواسطة المدرسة الفرنسية تحت يد ميخائيل برييل عام ١٨٨٣ بتقديم مقالة Semantique ، إلا انه بالإمكان اعتباره امتدادا للأبحاث ذات الصلة التي كانت قائمة لدى المؤرخين العرب الذين تعمقوا كذلك بموضوع اشتقاق المقاييس اللغوية وفق منظور تاريخي مستقبلي. ومن الجدير ذكره هنا دور ريتشارد واوجورن وجيله ممن أسهموا pituitary contributions للحقل الصاعد آنذاك ضمن بيئة أوروبية نابضة بالحركة الأكاديمية الجديدة المتعلقة بالأسلوب التقليدي للتدوين والتسجيل الخاص بتغيرات وتقلبات المنطق العام لنظام اللغة الواحدة طيلة مراحل تصاعده وانتشاره المجالي والزماني.
مصادر تأويل وتحليل المعنى عند العرب
ركز المناطقةُ المسلمين خصوصًا علي أمر جانب الامتزاج الشعوري (الإيحائية) وهو العمود الفقري لأصول العمل التحليلية للغربيين لاحقا حينما افترضوا بأن خصائص الطابع الظاهر للأفعال والكلمات تحمل بذوراً كاملة القدرة لتحريك الخيال الجمعي الإنساني إذ تستوقفه ويستشعر معه شيئا يفوق مستوى سطح الجوهر البرجماتي للقصد مباشرة بسبب السر وضوح خلفية مدلولیه وهو ما اصطلح عليه ((شفافة)) تلك المواصفات الفيزيائية الخاصة بكيفية نقل الرسائل الثابتة المتحولة بين مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافات المختلفة باستخدام نفس الترجمة الاعلامية الفصحى العامة لكل بلد عربي مع اختلاف درجات الانتقاء والإعادة حسب الفروقات الزمانية المكانية لذلك المجتمع الحالي مقارنة بسابقیه القديمة جدًا!