كانت الثورة الصناعية نقطة انطلاق رئيسية نحو التحول الكبير نحو المجتمع الحديث اليوم. بدأ هذا التحول في نهاية القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر مع ظهور الآلات البخارية والتقدم التقني الذي سرّع عملية الإنتاج الصناعي بشكل هائل. ولكن الأثر الأكثر أهمية لهذه الفترة لم يكن فقط في مجال التصنيع نفسه، بل أيضًا في الشكل الاقتصادي والسياسي الذي ظهر لاحقاً والذي نعرفه الآن بالرأسمالية. هنا سنستعرض التأثيرات الرئيسية للثورة الصناعية على ظهور ودعم النظام الرأسمالي العالمي.
زيادة حدة المنافسة الدولية وصعود الامبريالية: عززت الثورة الصناعية القدرة الاقتصادية للدول المنتجة حديثًا مما خلق حالة من التنافس الشديد بين الدول المختلفة حول العالم. وقد دفع هذا الطموح السياسي والدولي بعض الدول إلى الانخراط في سياسات توسعية واستعمارية لتأمين موارد طبيعية مثل الوقود الأحفوري والمعادن النادرة الضرورية لصناعاتها الحديثة الناشئة. وبالتالي، يمكن رؤية تأثير تلك المحاولات الرامية للاستيلاء غير المباشر - سواء عبر المعاهدات التجارية أو التدخل العسكري - كنقطة انطلاق مهمة للنظام الدولي المبني على الاحتكار والاستغلال الخاص بمبدأ "الغنى يغذي السلطة" châsseur d'argent qui fait la guerre".
تحسين ظروف العمال ومفهوم حقوق الإنسان: بينما أدى ارتفاع الطلب العمالي نتيجة للتوسع التجاري الواسع النطاق والمضطرد كنتاج مباشر للنشاط الصناعي المتزايد، فإن ذلك قاد أيضاً لتحسن ملحوظ وظروف عمل أفضل للعاملين بأنفسهم. ومع ازدياد مشاركة الطبقة العاملة وسط بروز الفئات الاجتماعية الجديدة، بزغت بصورة متزايدة حركة المطالبات بحقوقٍ أكثر عدالة اجتماعياً واقتصادياً واقترفت بذلك خطوات هامة ناحية بناء مجتمع رأسمالي مؤسس على عقيدة المساواة والحرية الأساسيتين للإنسانية حسب التصور الغربي لما يعرف عادة بنظرية الحرية الليبرالية جون ستورت ميل John Stuart Mill وغيرها الكثير من المفكرين السياسيين المؤثرين آنذاك.
تشكيل هيكل اقتصاد السوق الحالي: شهد العصر الحالي لنشوء مصانع ضخمة تستمد قوتها الدافعة من الطاقة الهجينة وموارد بشرية مكرسة لأداء مجموعة متنوعة من الوظائف العمالية المُنتقاَة خصائصًا مهارات الحرف اليدوية القديمة والتي غالباً ماتكون مرتبطة ارتباط وثيق بإطار بيئي محدود جغرافياً؛ وهكذا، تميز حضور رأس المال المنفصل تمام الفصل عنه كالعنصر الأساسي للسلوكيات التسويقية واتخاذ القرار داخل المؤسسات الخاصة الخاضعه لرؤية إدارة فرديّة موضع خلاف واسع الانتشار ضمن نطاق الدراسات الأكاديمية وعلم الاجتماع. ومن ثمَّ فإن مفهوم الملكية الخاصة لمختلف وسائل الانتاج أصبح المدخل الرئيسي المرتكز عليه اقيماقتصاد السوق كما نحن نعرفه الآن عالميًا منذ اواسط القرن ١٩ .
وفي ظل توفر الظروف المحلية الموضوعية والأسباب التاريخية العامة ، أثمرت البيئة الاجتماعية والسياسية المثمرة حينئذ عن ولادة الحقبة الأولى للحركة الكلاسيكية لفلسفة حقوق ملكية شرائح الأعمال الصغيرة والشركات ذات المسؤولية المحدودة وكذلك تجارة الأفراد الأكفاء وحدهم لحسابهم الخاص وهم مشهورون باختيار الأسواق العالمية لجذب المزيد من المشاريع المستدامة طويلة الاجل وبتوفّر ضمان حرية الوصول الى مختلف البلدان بما فيها مناطق الشرق الاوسط وآسيا علاوة عن الاسواق الأوروبيه الأصليه ومهدت الطريق أمام انتشار نماذج ريادة الأعمال الشخصية كثاقل اتحادات رجال الاعمال الراغبين باستثمار مدخراتهم الذاتيه وفق منظومة قوانين معمول بها حاليا لدى دول مثل كندا وستكون أيضا تحت قانون بلد واحد وهو بريطانيا العظمى –حيث تعتبر الموطن الاول لكل ماهو جديد وغريز اقتصاديو الوقت الراهن مستوحاه ايضا منه فلسفته الرأس مالistics-. ونظراً لان صناعتها التقليديه قد انتقلت اساساتها الي اماكن اخري مجاوره لها ولم تعد مركز اهتمام اولويات الحكومات البريطانيه فان الجزر البريطانيه اصبح موقع مناسب لإقامة مراكز خدمات تنمية اعمال أجنبيه بكفاءتها المعتاده سابقا بالإضافة لأن زاوية نظر الدولة تجاه وضعيتها السكانيه الداخليه اتجهت باتجاه وصف سياسة مزايا اعانات دخل نقديه نقدمه لمن هم خارج سوق عمل تقليدي نظرت له السابقوه بان هؤلاء المواطنين يندرجو دائما ضمن خانات طبقات فقيرة ومتعففه حالاتها ماديا لذلك فهي تسعىلحماية دخلهم مقابل تقديم دعم جزئية تكليف رواتب ثابتة لقائمه تضُم العنصر العاطل المهندسون والفنانون والحرفيون الاختصاصيون بالسوق الحره. وعلىالرغم كون مفكري عصر النهضة القدماء قد طرحوها كتاويلات مختلفة لكلمة Liberalism إلا انه يبقى متحددا بالتوافق مع كافة مدارس الفكر الاقتصادي والعلاقات الإنسانيّه بأنه يشير بشكل خاص لبنية العقليات المرنة والتي تسمح بحرية اختيار أفرادها تصوراتهن عن الحياة والسعادة طمعا تحقيق سعادة عامة بعيداُ عن سلطة الحكومة المركزيه فوق الجميع سواء كانوا مواطنيين أصلييين أم مهاجرجديد الارض المقدسه ...
