تعود جذور الساعة المائية، المعروفة أيضًا باسم "البنقام"، إلى عصور غابر حينما كان البشر يعتمدون على بديهتهم للتوجيه أثناء مرور اليوم. هذا الجهاز البسيط والمبدع يستغل جريان السائل -عادةً الماء- لقياس الوقت بطريقة فريدة ومدهشة. ترتكز الفكرة الأساسية للساعة المائية حول وجود وعاء ممتلىء بالكامل بالماء وثقب صغير في القاعدة يسمح بنزول قطرات مياه بمعدل منتظم.
هذه التقنية كانت شائعة قبل اكتشاف الآليات الدقيقة الحديثة للأسلحة الرقمية. ومع ذلك، فهي ليست دقيقة تماماً بسبب تأثير ضغط السائل ولاستقرار مستوى سطح الماء، والتي يمكن أن تتغير بناءً على درجات الحرارة المختلفة. رغم كونها أقل دقة من نظيراتها الإلكترونية، إلا أنها تتميز بقدرتها الفريدة على العمل بغض النظر عن ظروف الطقس أو موقع الشمس. بينما تلزم ساعات الشمس بالحصول على الضوء الشمسي الكافي، تستطيع الساعات المائية تقديم خدمة موثوق بها حتى تحت الغيوم الكثيفة.
على مر التاريخ، تطورت الساعات المائية بشكل ملحوظ. يعزو بعض المؤرخين ابتكارها لأوائل الحضارات مثل تلك الموجودة في مصر القديمة وروما واليونان. ولكن لم يتم تسجيل تاريخ محدد لإنتاج أول جهاز كهذا. فيما بعد, استعار العالم الإسلامي الأفكار ذاتها وأضاف عليها بصماته الخلاقة الخاصة. يشتهر المهندس المسلم الجزري بإنجازاته الرائعة في مجال بناء الأدوات الميكانيكية، بما في ذلك الساعات المتقدمة التي تعمل بكهرباء المياه.
ومن ضمن الأعمال الشهيرة للعالم العربي القديم هي ساعة ابن حباك لسرد الفرق بين النّهار والنّهار الليليتين أثناء يوم ممطر غائم للغاية. كذلك صنعت الدولة الفاطمية نوع آخر من الساعات يُطلق عليه اسم "ساعة صنهاجة" تخليدًا لاسهاماتها الثقافية والعمرانية خلال فترة حكمها للمغرب الأقصى. بالإضافة لذلك فقد برزت "منجانّة شارع عامِل" باعتبارها رمزًا بارزًا لحضور علماء المسلمين في المجتمع المدني حينذاك. أخيرًا وليس آخرًا، تشكلت سمعة الجامعة الإسلامية المغربية سابقًا -"المدرسة اليونانية"- بفضل ساعتها الفريدة المصنوعة خصيصًا لها والتي تعد واحدة من أكثر التصميمات الشعبية شهرة بين جميع creations العربية لهذه الفترة الزمنية المضيئة بتاريخ علم الفلك والحساب الرياضي الحديث آنذاك.
إن عمق وفهم للساعة المائية يشهد لشعبية هندسية كبيرة تمتد عبر قرون عديدة ومتواصلة حتى عصرنا الحالي - ليس كتذكير جمالي فقط لكن أيضآ نحو تقدير جمال الوضوح والكفاءة العمليه التي قدمتها لنا منذ القدم كنموذج مبكر للحفاظ علي الحرص المستمر باستمرار الخطوة التالية التالية للإنجازات الإنسانيه المبهره حقا .