رحلة في تاريخ وأعمال المسرح العربي: نظرة عميقة مع 'المسرح العربي الحديث'

يعد "المسرح العربي الحديث"، من تأليف الباحث الأدبي الكبير بول شاوول، مرجعاً أساسياً في دراسات المسرح العربي. صدر الكتاب سنة ١٩٩٥ عن دار رياض الريس للن

يعد "المسرح العربي الحديث"، من تأليف الباحث الأدبي الكبير بول شاوول، مرجعاً أساسياً في دراسات المسرح العربي. صدر الكتاب سنة ١٩٩٥ عن دار رياض الريس للنشر، ويتكون من خمسمائة وسبعين صفحة غنية بالمعلومات والمعرفة الدقيقة المتعلقة بتاريخ وبنية وبنية العمل المسرحي العربي.

يشير شاوول بداية إلى جذور المسرح العربي التي تمتد لأكثر من قرن ونصف القرن مضت، مركّزًا على الرؤية الفريدة لهذه التجربة مقارنة بتجارب المسارح العالمية المختلفة كالانجليزية واليابانية والأمريكية وغيرها. ويعيد تعريف القارئ بمفهوم "المسرح العربي الحديث"، ليس فقط كمصطلح أدبي ولكنه أيضاً كظاهرة ثقافية متطورة ومفعمة بالتحديات.

يهتم المؤلف بشرح دور الرواد الذين ساهموا بشكل كبير في تشكيل المشهد المسرحي الحالي، وكيف أثرت أفكارهم وعروضهم على تطوير الفن المسرحي عبر الزمن. فهو لا يقتصر فقط على تقديم قائمة طويلة بالعروض وإنما يقوم بتقديم تحليل شامل ومتعمّق لكل واحدة منها. كما يدقق أيضا في العلاقات المعقدة داخل عالم المسرح نفسه -العلاقة بين الممثل والنص مثلاً- وكذلك كيفية تأثير وسائل الإعلام خارجها (كالصحافة) عليها.

بخلاف العديد من الأبحاث الأكاديمية الأخرى، لم يكن هدف شاوول مجرد استعادة الوقائع التاريخية ولكن كان لديه أيضًا رغبة صادقة في طرح أسئلة جديدة واستكشاف جوانب غير مستكشفة من الحياة المسرحية العربية. يستخدم مجموعة واسعة جدًا من وجهات النظر النقدية، مما يعكس تنوع الخبرات والمعارف الموجودة ضمن مجتمع الدراسات المسرحية.

بول شاوول، بمثابة شخصية بارزة في العالم literary والقصة الشعرية اللبنانية والعربية، ترك بصمة واضحة في مجال البحث والكتابة بسبب عمله المستمر والذي طويل المدى. فقد ألف العديد من الأشعار والمقالات والأعمال الرئيسة بما في ذلك "أيها الطاعن في الموت", "بوصلة الدم", و"الشعر الفرنسي الحديث". كل هذه الأعمال تساهم في صورة أكثر شمولاً لشخصيته باعتباره مفكر وفنان متعدد الجوانب ومثقف ذو رؤية فريدة وشاملة تجاه الثقافة والفنية الغربيين والبنيان الأدبي المحلي والدولي.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات