في سلسلة من الروائع الأدبية التي تركها خلفه المفكر الإسلامي الكبير محمد قطب, يأتي "جعلناه نورًا". هذا الكتاب ليس مجرد مجموعة من الأفكار الفلسفية العميقة حول الحياة والموت والخير والشر؛ بل هو رحلة داخل النفس البشرية لاستكشاف الطرق المختلفة للتواصل مع الذات الأعلى والتوجه نحو التنوير الداخلي.
يتألف العمل من عدة فصول كل منها يركز على جانب مختلف من هذه الرحلة الروحية. يكشف المؤلف كيف يمكن للنور - وهو رمز للإيمان والعلم الحقيقي - أن يكون مصدر قوة ونور لحياتنا اليومية. يشجع القراء على تحويل المعرفة المكتسبة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة إلى ممارسات عملية تعزز السلام الداخلي وتقوي الصلة بالله عز وجل.
تتعمق الدراسة أيضاً في طبيعة الإنسان وأسرار وجوده، مؤكدةً أهمية الأخلاق والقيم الإنسانية الأصيلة في تحقيق التوازن النفسي والاستقرار الاجتماعي. يسعى كاتبها لإثارة أسئلة عميقة تتعلق بالحياة بعد الموت، مستنداً إلى معتقدات الإسلام الراسخة لتقديم نظرة متوازنة وهادئة لموضوع قد يبدو مخيفاً بالنسبة لكثيرين.
من خلال أسلوبه الواضح والبسيط، يجذب محمد قطب انتباه قارئه ويحافظ عليه طوال صفحات الكتاب. فهو يستخدم الأمثال والحكايات التاريخية والأحاديث الشريفة بطريقة تشد الانتباه وتعزز الرسالة المقدمة. وبذلك، يعد "جعلناه نورًا" دعوة للاستعانة بالنور الإلهي لتحقيق حياة أكثر إشراقاً وكرامة. إنه دليل روحي لكل باحث عن المعنى المتجدد للحياة والإيمان.