يسلط هذا الملخص الضوء على مساهمات المرأة في تنمية المجتمع كما يناقشها كتاب الدكتور عصام نور سرية. يعرض المؤلف تاريخياً كيف تسابقَتْ المرأة عبر العصور لتحقيق مكانتها وتعزيز دورها الفعال في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
في بداية الكتاب، يقوم مؤلفه بتقديم خلفية تاريخية حول وضع المرأة منذ زمن الفرعونية مرورًا بالعصر الهلنستي والعصور الرومانية. ويُظهر لنا كيف تغير منظور المجتمع تجاهها بين الثقافات المختلفة. فبينما كانت للمرأة المصرية القديمة مكانة خاصة واستقلال نسبي في مجتمعاتها، فإن ثقافة اليونان قد اعتبرت النساء أقل شأنًا.
ثم يحلل المؤلف تأثير العقيدة المسيحية والدين الإسلامي على حقوق ومكانة المرأة. يُشدد على أن الدين الإسلامي منح للمرأة قدرًا كبيرًا من الحقوق والمكانة التي نفتقدتها سابقًا. ويتحدث بشكل خاص عن الشخصيات النسائية المؤثرة كـ "ست الملك" و"شجرة الدر"، اللتين تركتا بصمتيهما في التاريخ الإسلامي.
وفي الجزء المتعلق بإسهامات المرأة في تنمية المجتمع، يؤكد الكاتب على أهمية تعليمها، سواء كانت ربّة بيت أم موظفة. فهو يعتبر أن تجهيز النساء تجهيزًا جيدًا يساهم في تحسين ظروف أسرهم واقتصادهم بشكل عام. بالإضافة لذلك، يستعرض دور المرأة الحاسم في تشكيل المشهد الأدبي والشعري للعالم العربي من خلال أعمال العديد من الكاتبات والفنانات الرائعات.
كما تتضمن الدراسة أيضاً مجموعة من الإحصاءات المثيرة للاهتمام بشأن مستويات الأمية لدى النساء العربيات والتي تكشف تفاوتًا واضحًا فيما يتعلق بالحصول على التعليم بين الجنسين. وينهي الكاتب عمله بالنصح حول كيفية تقليل تلك الثغرات وتمكين المزيد من النساء اقتصاديًا واجتماعيًا من أجل خدمة مصالحهن الشخصية ومتطلبات تنمية بلدهن.
بشكل عام، يعد كتاب "دور المرأة في تنمية المجتمع" مصدر غني للمعلومات حول المسارات التطورية لهيئة ونظام حياة النساء في العالم العربي وكيف أثروا جميع جوانب المجتمع بطرق متعددة وخفية ومعروفة بالتساوي.