في عمق الأدب العربي الخالد، نجد رواية "اللؤلؤة"، التي تعتبر واحدة من أهم الأعمال الروائية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الأدب العربي الحديث. هذه الرواية ليست مجرد قصة خيالية؛ بل هي رحلة حقيقية لشخصياتها المعقدة والتي تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي لزمانها بطريقة فريدة ومبتكرة. سنستعرض هنا شخصيات الرواية وكيف أثرت تجاربهم ونموهم الشخصي على القصة بشكل عام.

1. سعيد الشريف: الشخصية الرئيسية وسليل عائلة ثرية معروفة في بغداد القديمة. سعيد يمثل الجانب البرجوازي من المجتمع وهو ما يعكس التحولات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد خلال فترة الاستعمار البريطاني. تطوره النفسي بعد اكتشافه للأحداث المفجعة يؤكد قدرته على التعامل مع الصدمات النفسية والعاطفية بشكل مقنع.

1. أمينة بنت علي: زوجة سعيد وأم أولاده الثلاثة. أمينة تناقض تماماً ديكور الحياة الرغيدة لسعيد، فهي امرأة بسيطة تتوق إلى الحرية والحياة الأسرية الهادئة. دورها كمرآة للسعادة الحقيقية مقابل الترف المؤقت يلعب دوراً أساسياً في رسائل الروائي الاجتماعية.

1. زهرة: ابنة سعيد وأمينة، وزوجة الدكتور عبد الرحمن لاحقاً. زهرة تمثل الجيل الجديد من النساء العربيات الطامحات للحصول على التعليم والتقدم المهني ضمن الحدود الدينية والأخلاقية للمجتمع العراقي التقليدي آنذاك.

1. دكتور عبد الرحمن: شخصية تكشف التناقضات داخل الطبقات المثقفة العربية خلال تلك الفترة الزمنية المضطربة. فهو طبيب عربي يعمل تحت سلطة المستعمرين الغربيين بينما يحاول الحفاظ على هويته الوطنية واستقلاليته الفكرية.

1. محمد علي المخزومي: صديق طفولة سعيد والذي أصبح فيما بعد أحد قادة الثورة ضد الاحتلال الإنكليزي. محمد يجسد روح النضال الوطني والشوق للاستقلال السياسي والديني لأرض الوطن الأم العراق - أرض الأنوار كما يسمونها غالباً-.

كل هذه الشخصيات وغيرها الكثير تشكل مجتمعاً متنوعاً ومتفاعلاً داخل صفحات "اللؤلؤة". كل واحد منهم له قصته الخاصة ولكنه أيضاً جزء لا يتجزأ من القماش الكبير لهذه القصة الرائعة المتشابكة بالحب والخيانة والصراع والنضال الإنساني العام.