في عام 2018، صدرت رواية جديدة من قلم الكاتبة الجزائريه المعروفه أحلام مستغانمي تحت عنوان "شهيًا كفراق". تتكون هذه الرواية من حوالي 256 صفحة فقط، وهي الأعمال الأخيرة لهذه الكاتبة المحبوبة بين القرّاء العرب. يعتبر الكثيرون هذا العمل تجسيدا لحياتها الشخصية بشكل غير مباشر.
تتناول الرواية موضوع الفقدان والثقة في الحب، حيث تقوم بطلة الرواية بتجسيد تجارب شخصية للأحلام المستغانمي. تبدأ القصة عندما تتلقى البطلّة رسالة مجهولة المصدر من شخص يحاول إعادة كلام كان لها فيما مضى، مما يوحي بأن هناك محاولة لإعادة التواصل بين الاثنين. ومع مرور الوقت، تكتشف البطلة أن الرسائل ليست سوى جزء من لعبة نفسية معقدة يقوم بها كاتب مجهول يستخدم معرفته السابقة بالحياة اليومية للبطلة للتلاعب بمشاعرها.
وتستخدم المؤلفة أسلوبها السردي الخاص لتعميق الفهم للعلاقة الإنسانية وللحب بكافة أشكاله - الجميل منه والقاسي والمعقد. إنها تخوض في أعماق مشاعر الفراق والألم الناتج عنه، وهو الموضوع الرئيسي الذي يبدو أنه يؤثر بشدة على مسيرتها الذاتية والمهنية.
ومن جانب آخر، تقدم لنا أحلام لمحات نادرة عن ذكرياتها الشخصية كمؤلفة وإنسانة أيضا. توفر صفحات الكتاب دفاترها السرية من اللحظات الطريفة والممتعة المشتركة مع رؤساء الأقسام الأدبية والفنانين الآخرين مثل الأستاذ غازي القصيبي والنابغة الشاعر نزار قباني والفنان العالمي سهيل إدريس وغيرهم. بالإضافة لذلك، تكشف المؤلفة عن ظلال من الحياة الخصوصية والعائلية التي لم يتم مشاركتها علناً من قبل.
كما تنظر العملاقة في علاقتها بالأبطال الذين ملأت بهم أعمالها المكتوبة سابقا. تحكي قصص رحلاتها عبر عالم الخيال وخروجها منه بعد نهاية كل قصة مكتوبة؛ كيف أنها وبينما تعيش داخل تلك الشخصيات، تبقى متشبثة بمأساة انفصال مؤلمة حين تغادر العالم المصغر لكل عمل أدبي تستعيده للحياة حرفيا.
على الرغم من الإشادة الواسعة بهذا العمل الأدبي الاستثنائي، إلا أن الجمهور انتقد استعمال التكرار الزائد سواء بالنسبة للأسلوب أو المفاهيم الرئيسية. واتهموا أيضاً الاحتمالية المتزايدة الاعتماد على الديكورات الجميلة والوصف التفصيلي بدلاً من بناء حبكة قوية ومتماسكة للقصة. وقد وجه نقاد آخرون اللوم بشأن طبيعتها المطولة والسطحية للسرد وأيضا عدم وجود محتوى حقيقي أكثر أهمية خلف الكلمات الرقيقة والبلاغة المنمقة للاستعارات والتشبيهات المستخدمة بغزارة أثناء عملية التأليف.