كان طاليس أحد أهم الأفلاطونيين الأوائل الذين ساهموا بشكل كبير في تطوير الفلسفة الغربية. يُعرف بتأسيس مدرسة ميليتوس للفكر التي كانت رائدة في محاولة فهم طبيعة العالم الطبيعي والكشف عن العناصر الأولى له. يعتبر عمله في مجال علم الفلك وعلم الجيولوجيا نواة أساسية لفهمنا الحديث للعالم.
يرجع الفضل إلى طاليس في العديد من النظريات الطوبولوجية الرائدة. أول هذه النظريات هي النظرية المتعلقة بالأصل الأول للوجود - وهو ما يعرف الآن بمفهوم "الأول". اقترح طاليس أن الماء هو الأصل الأول لكل الأشياء. استناداً إلى ملاحظاته لطبيعة المياه كمصدر للحياة وتغيرها المستمر، اعتقد أنها العنصر الأساسي الذي يحتوي على كل العناصر الأخرى. وقد جاء ذلك نتيجة لرؤيته بأن جميع أشكال الحياة تتطلب وجود الماء وأن حتى الأرض نفسها قد تكون قد تشكلت تحت تأثير الظروف الرطبة.
ومع ذلك، فإن نظريته لم تكن مجرد تخمين عشوائي ولكنها مبنية على أساس فلسفي قوي. لقد رأى طاليس الحاجة الملحة لفهم ماهية الواقع وما يعنيه البدء – سواء كان هذا الأمر مرتبطًا بالوقت والتاريخ أم بالعلاقة بين العقل والمادة. وبالتالي، قدم نهجاً جديداً ومبتكراً لفهم الكون وأصوله.
هذه النصوص تعتبر جزءاً أساسياً من تراث اليونان القديم ولا تزال تؤثر بشدة على التفكير الإنساني حتى اليوم. فهي تقدم لنا طريقة فريدة للتفكير حول بداية الكون ومدى ارتباطه بنا كبشر وكائنات حية ضمن نظام عالمي معقد ومعقد للغاية.