في عالم الأدب العربي، يبرز اسم روائي خلد نفسه كأحد الأعمدة الرئيسية للخيال العلمي والرعب؛ إنه الدكتور أحمد خالد توفيق، صاحب القلم الذي رسم لنا الشخصيات التي لا تُنسى مثل "رفعت إسماعيل". واحدة من هذه الأعمال البارزة هي الرواية الشهيرة "الفهد الأبيض"، والتي تعد جزءاً أساسياً من سلسلة "رجل المستحيل".
تدور أحداث هذه الرواية حول الشخصية الرئيسيّة "رفعت إسماعيل"، وهو ضابط مخابرات مصري يتمتع بمواهب فريدة ومُتخصصة جعلته بطلاً خارقاً ضمن إطار الواقع المعاش. تتناول القصة مغامرة مثيرة لرفعت أثناء عمله لحل لغز اختفاء فنان تشكيلي شاب يدعى يوسف، والذي يبدو أنه قد تم خطفه بواسطة مجموعة غامضة تعرف باسم "الأخوة البيضاء". تنطلق رحلة رفيع نحو مصر القديمة لاستعادة اللوحة الأخيرة للفنان الشاب قبل وفاتِه الغامضة.
ما يجعل "الفهد الأبيض" مميزاً حقاً هو قدرتها على الجمع بين الجوانب الاستخباراتية والدراما التاريخية بشكل متوازن للغاية. ينجذب القراء إلى حبكة الرواية المتشابكة والمفعمة بالإثارة، مما يعكس براعة المؤلف في خلق عالم خيالي مقنع وشخصيات جذابة. بالإضافة لذلك، فإن استخدام توفيق للأدوات العلمية والتكنولوجية، رغم كونها عناصر أساسية للقصة، إلا إنها ليست غريبة ولا غير واقعية بالنسبة للمشاهد الحالي للعالم الحديث.
يمكن اعتبار هذا الكتاب مثالاً لكيفية تقديم محتوى أدبي مُحتفى به دون الانغماس الزائد في التفاصيل التقنية الحديثة، ولكنه يستخدم تلك العناصر لتدعيم جوهر القصص وجاذبيتها. بالتالي، أثبت توفيق مرة أخرى حكمته كمؤلف عندما صنّف بين المؤلفين الأكثر تأثيراً في تاريخ الأدب المصري والعربي الحديث.
