في عمله البارز "علم اللغة العام"، يقدم الباحث النظري الفرنسي الشهير فرديناند دي سوسير منظورًا جديدًا ومبتكرًا لعلم اللغة. ينظر الكتاب إلى اللغة كجزء حيوي من المجتمع ويسعى لتقديم نظرة شاملة ومتعمقة لكيفية عملها وكيف يمكن تحليلها بشكل منهجي.
يبدأ سوسير بتحديد مفهوم 'اللغة' نفسه، مؤكدًا أنها ليست مجرد مجموعات من الكلمات ولكن نظام معقد متداخل يشتمل على القواعد الصوتية، والقواعد الصرفية، والدلالات. يؤكد أنه حتى though كل لغة فريدة ومعقدة بطبيعتها، إلا أنه يوجد بعض الأمور المشتركة بين جميع اللغات والتي تساهم في فهم الأنظمة الشاملة للغات المختلفة.
أحد أهم مساهمات سوسير في مجال علم اللغة هو نظرته للمعنى الدلالي داخل السياق. فهو يرى أن المعنى ليس ثابتًا ولكنه متحول بناءً على كيفية استخدام الكلمة وأن العلاقات بين المفاهيم والكلمات هي التي تعطي المعاني. هذا النهج يُعرف الآن باسم "داروينية العلامات".
بالإضافة إلى ذلك، طرح سوسير فكرة مهمة أخرى وهي تقسيم اللغة إلى جانبين رئيسيين؛ الجانب الصوتي (الفونولوجيا) والذي يهتم بصنع الكلمات والأصوات المستخدمة فيها، والجانب الاصطلاحي (الصرفology) الذي يستعرض كيف يتم تشكيل هذه الأصوات وإنشاء مفرداتها.
إن رؤية سوسير الفلسفية المتعمقة حول طبيعة وحقيقة اللغة تقدم إسهامات قيمة لمختلف مجالات الدراسات اللغوية وتستمر في التأثير على البحث الحديث اليوم.