الانعكاس، سواء كان منتظماً أو غير منتظم، هو ظاهرة تتعلق بالضوء وكيفية تعامله مع الأسطح المختلفة. يشير الانعكاس المنتظم إلى انعكاس الضوء بطريقة مرتبة ومنتظمة، حيث يعكس جميع الأشعة الصادرة بزاوية واحدة زاوية مماثلة عند سطح عاكس ناعم مثل المرآة أو الماء المسطح. هذا النوع من الانعكاس يخلق صورة واضحة ومركزية للمادة المنعكسة.
على الجانب الآخر، يحدث الانعكاس غير المنتظم عندما يواجه الضوء أسطحاً كثيرة الخشونة، مثل ورق الصنفرة أو حجر رخامي خشن. هنا، تنقسم كل شعاع ضوئي إلى عدة أشعة مختلفة الزوايا عند نقطة الانعكاس بسبب تعدد الجوانب والخنادق الصغيرة التي تشكل هذه الأجسام العاكسة. نتيجة لذلك، لا يتم إنشاء صورة مركزية؛ بدلاً من ذلك، ينتج ارتباكاً بصرية، وهو ما يعرف بتشتيت الضوء.
من الناحية الفنية، يمكن اعتبار الاختلاف الرئيسي بين هذين نوعي الانعكاس مرتبطاً بنوع السطح العاكس. الأسطح الأكثر نعومة تؤدي لانعكاس منتظم لأنها تسمح لأشعة الضوء بمواصلة مساراتها بعد التأثير بشكل متجانس تقريبًا. بينما تخضع الأشعة للانحراف والتغيير المستمر أثناء اصطدامها بجزيئات خشنة في حالة الأسطح الغير منتظمة.
بالإضافة إلى التطبيق العملي لهذه الظاهرة في مجالات التصوير والإضاءة وغيرها، فإن دراستها توضح أيضًا مفاهيم فلسفية حول الطبيعة الحقيقية للأشياء والصور الظاهرية لها كما ترى عبر وسائل مختلفة. فبينما قد يبدو لنا العالم الخارجي واضح ومباشر تحت سطوع الشمس مباشرةً فوق مرآة شاطئ البحر مثلاً، إلا أنه غالبًا ما يكون أكثر تعقيداً وتعدد وجهات النظر حين يتم مشاهدة نفس المشهد من خلال طبقة سميكة من البخار الموجودة داخل كوب الشاي الدافئ! وبالتالي، يعد فهم كيفية اختلاف وجهتنا للعالم بناءً على طريقة تأثر الضوء واحتمالية رؤية الصور الظلية مختلفا أمراً محوريّاً لفهم عميق لعالمنا الأولي بالإضافة للتأثيرات الثانوية المرتبطة بالأشكال والمواد والعوامل الأخرى المؤثرة في البيئة الفيزيائية لبيئتنا اليومية.