- صاحب المنشور: شيماء بن عيسى
ملخص النقاش:
يبحث هذا الحوار حول قدرة الأدب العربي، خاصة الروايات المُلهِمة، على لعب دور علاجي في مواجهة الأذى النفسي. يأتي المجتمع بمجموعة متنوعة من الآراء وأوجه النظر. يساهم "الهادي الرفاعي" برؤية تركز على قدرة الأدب على تقديم الدعم العاطفي والرفقة، حيث توفر الروايات التي تتميز بقصة بشرية معقدة فرصًا للتفكير الذاتي والشعور بالارتباط المشترك للإنسانية. بينما يعترف الجميع بهذا الدور المؤقت، مثل "شفاء الصيادي"، فهو يحذر من الاعتماد الكلي على الأدب ويتحدث عن أهمية البحث عن المساعدة المهنية.
وتضيف "بسمة التلمساني" طبقة أخرى للنظرية عبر التذكير بأن الأدب قد يكون له آثار مختلفة لكل قارئ، موضحة أن البعض قد يستشعر المزيد من الألم بسبب انعكاساته السلبية لتجاربهم الشخصية. وهذا يقود إلى نقاش حول ضرورة توازن استخدام الأدب جنبا إلى جانب مع العلاج الاحترافي، كما يدافع عنه كلا من "فلة البدوي" و"أريج بن علية". بينما تقبل الأخيرة وجود دراسات تثبت فعالية الأدب في التعافي الذاتي، تعلق "حليمة الحمودي" على الطابع المختلف لاستجابة الأفراد للأدب، متجنبة التشائم وتشدد على القيمة الشاملة للأدب كتكنولوجيا شافية.
وفي الختام، يُظهر هذا النقاش مدى تعقيد موضوع كيف يمكن للدراما الإنسانية في الأدب العربي العمل كمصدر ارتياح وتعزيز لقوى الإنسان الداخلية، حتى وهو ليس الحل النهائي للأزمات النفسية الخطرة. فالرواية العربية هنا تبدو كوسيلة لإعادة الوصل بين الماضي والحاضر, فتذكرنا بأفضل جوانب التاريخ البشري وتسلط الضوء عليها, فتحفز الخيال والإبداع عند القارئ وتعين على الموازنة بين الواقع الاجتماعي والصراع الداخلي للفرد.