- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في هذا النقاش المتعمق حول الديمقراطية، يطرح كل من الأندلسي بن زروق وبدر الكتاني أفكارا مثيرة للتفكير حول الطبيعة الحقيقية لهذا النظام السياسي. يؤكد الجانبان على وجهتي نظر مترابطتين تقريبا؛ الأولى هي أن الديمقراطية ليست دائما الوسيلة الأمثل لتغيير السياسيين الجذري كما يُشاع، بل إنها قد تعمل أيضا كتكتيك لحفظ الوضع الراهن من خلال الاستغلال الذكي للأزمات الاقتصادية أو التحكم بوسائل الإعلام. الثانية تكمن في شدداهم على أهمية العوامل الأساسية مثل الشفافية والمسائلة للمحافظة على سلامة وأصلانية العملية الديمقراطية لمنعها من أن تصبح "شكلا فارغا".
يشدد الأندلسي بن زروق بداية بأن الديمقراطية تلتبس أحيانًا بمفهوم التنوع السياسي والحركة الفعالة نحو تغيير سلطة الحكم، لكن الواقع العملي يشهد كيف يمكن للنظام الديموقراطي نفسه استخدام أدوات قوية مثل الظروف الاقتصادية الصعبة والميديا المؤثرة لدعم مصالح النخبة الحاكمة. هنا يشدد على حاجتنا الملحة لمراقبة دقيقة وشروط المساءلة لضمان عدم الانزلاق نحو نظام غير عادل وغير منتخب حقا.
بدوره، يتفق بدر الكتاني مع رؤية زميله، مشيرا إلى التجارب التاريخية التي أثبتت قدرة الديمقراطيات على استمرار الروتين القديم بغض النظر عن الصورة الخارجية. إنه يذكر حالات التلاعب المعلوماتي والاستخدام الخادع للإعلام كأسلحة هائلة ضمن arsenal's أي مجموعة المهارات المستخدمة بواسطة نظم حكم ديمقراطية محتملة. ويؤكد كذلك على أهمية الشفافية والمسؤولية كمعايير أساسية للحفاظ على أخلاقيا وفكريا بأي عملية ديمقراطية.
وفي نهاية المطاف، يحمل هذان الرأيان رسالة واضحة مفادها أنه بينما تعتبر الديمقراطية عموما نموذجا قابلا للتحسين في المجتمع الحديث، فهي ليست مطلقًا وليس لديها القدرة علي تحقيق العدالة الاجتماعية والثورة السياسية بصورة مباشرة وآلية بدون وجود ضوابط وقواعد راسخة تضمن العمل وفق هذه القيم الإنسانية المرتبطة بالحريات العامة والفرد الحر.
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات