• صاحب المنشور: دارين القاسمي
  
  ملخص النقاش:
  تواجه البشرية اليوم تحدياً كبيراً تمثّل في أزمة المناخ العالمية. هذه الأزمة التي تتزايد حدتها مع مرور الوقت بسبب الانبعاثات الكربونية الناجمة عن الأنشطة الصناعية والنقل والحياة الاستهلاكية في العالم الحديث. يشكل تغير المناخ تهديداً مباشراً للاستقرار البيئي للأرض، وهو يؤثر بشدة على الحياة البرية والبشر.

من بين أهم التحديات المرتبطة بأزمة المناخ هو التأثير الفوري والعاجل الذي يحدث نتيجة ارتفاع درجات حرارة الأرض. هذا الارتفاع يساهم في ذوبان القمم الجليدية القطبية مما يرفع مستويات سطح البحر وقد يتسبب في غمر مناطق ساحلية كاملة ومجاعة للملايين حول العالم. بالإضافة لذلك، يمكن للتغيرات المناخية أن تؤدي إلى زيادة تكرار وشدة الظواهر الجوية العنيفة مثل الأعاصير والأمطار الغزيرة والجفاف الشديد.

وفي ظل هذه المعضلات، تأتي ضرورة التحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة وأقل تأثيرًاعلى البيئة. يُعتبر الوقود الأحفوري -الذي يعد المصدر الرئيسي للطاقة حاليًا حول العالم- أحد أكبر المساهمين في انبعاث الغازات الدفيئة التي تساهم في الاحتباس الحراري وتغير المناخ. البدائل لهذه المصادر تشمل الطاقات المتجددة كالرياح والشمس والمياه والتوربينات الهيدروكهربائية والتي تعتبر خالية تقريبًا من الانبعاثات الكربونية.

إن الانتقال إلى استخدام الطاقة النظيفة ليس فقط مهم للحفاظ على بيئتنا بل أيضًا لتحقيق الأمن الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي. فعلى المدى البعيد، سيُحدث الاعتماد المستقبلي على موارد الطاقة التقليدية عجزا اقتصاديا بسبب ندرتها وانحسار احتياطاتها. بينما ستوفر بدائلها الجديدة فرص عمل جديدة وستحفز التنمية المستدامة عبر قطاع واسع من الأسواق المحلية والدولية.

لهذا السبب فإن الحكومات والشركات والمهتمين بالبيئة جميعهم مطالبون باتخاذ خطوات جادة لتغيير مسار تطور الطاقة العالمي. ويتضمن ذلك بذل جهود كبيرة لتعزيز السياسات التشجيعية لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة وتمويل البحث العلمي في تطوير تكنولوجيا نظيفة مبتكرة وعالية الكفاءة وخفض الرسوم المفروضة على منتجات التقنيات الخاضعة للقواعد الاقتصادية العادية.

بالإضافة لكل ذلك، هناك دور هام يلعبُه الأفراد بأنفسهم حيث يمكن لهم تغيير نمط حياتهم لإحداث فرق كبير أيضاً. فالعادات الشخصية مثل التنقل باستخدام وسائل نقل عام أو الدراجة أو المشي عوض السيارات الخاصة كل يوم؛ واستخدام الإضاءة الموفرة للطاقة وإصلاح التسربات المنزلية الصغيرة إذا كانت موجودة وغيرها من الأمثلة الأخرى لهذه الأعمال البسيطة ولكن ذات التأثير الكبير المحتملة للغاية. وبجمع جهود الكثير من الأشخاص سوياً سيكون لدينا تأثيرٌ مجتمعَ جمعاء مؤثر للغاية تجاه الحدِّ من مخاطر تغيّر المناخِ والذي قد يساعد فى تحسين حالة كوكبنا كما كان قبل سنوات عديدة مضت نسبِيَّاً .