تأثيرات المصالح الاقتصادية على المناهج الدراسية العلمية والتكنولوجية

تتناول هذه المحادثة تفاعلات بين زهرة الغنوشي وياسمين بوزرارة بشأن كيفية تأثر طرق تعليم العلوم والتكنولوجيا بالمصلحة الاقتصادية. تشير غنوشي إلي أنّ الم

- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
تتناول هذه المحادثة تفاعلات بين زهرة الغنوشي وياسمين بوزرارة بشأن كيفية تأثر طرق تعليم العلوم والتكنولوجيا بالمصلحة الاقتصادية. تشير غنوشي إلي أنّ المصارف التجارية لها دور بارز في تشكيل اتجاه التعليم العلمي؛ حيث يُعطى الأولوية عادة للتخصصات المرتبطة بتلبية احتياجات القطاع الخاص والشركات المختلفة والتي تتمتع بطلبٍ عالٍ نسبيًا في الأسواق الخارجية. وبالتالي فإنّ تخصصات كهندسة الطب والحوسبة وغيرها تحظى بدعم أكثر بكثير مقارنة ببقية العلوم الإنسانية والإجتماعية. وقد يؤدِّي هذا الانحياز نحو الربحية والطلب التجاري لعدم جذب الإنتباه للمواد الأكاديمية الأخرى ذائعة المعرفة ثقافياً وفكريا رغم قيمتها المعرفية الهائلة. ومن الجانب الآخر، تقف ياسمين بوزرارة داعمة لمطالبات زميلتها لكنَّها تُشدّد كذلك على حاجتنا للحفاظ على التنوُّع الثقافي والعلمي داخل المنظومة التعليمية الوطنية. وهي ترى بأن وجود توجه اقتصادي واضح له أثره الطبيعي ولكن ليس بحجة اجتزاء علوم أخرى مهمّة أيضا لبناء مجتمع غني بالأفكار والمعارف المُختلفة. إذْ يجب البحث عن حل وسط يحافظ فيه الجميع على حقوقهما ويعكس صورة مُتكاملة من خلال التعدد النوعي للخبرة والكفاءة البشرية المستقبلية. وفي الختام يمكن القول إن نقاش المتحاورَتين عرض جانبين لقضية واحدة هي علاقة السوق المالية بالنظام التربوي وكيف يشكل كل طرف تصرف مضاده كيفما كانت درجة النفوذ المؤثرة. فالاقتصاد يسعى لأرقام ربح وهو هدف مشروع بينما يأتي التعليم لحفظ جانب الإنسان وأصالته عبر مجموعة واسعة من المعارف وأنواع المهارات المجتمعية والنفسية والسلوكية...الخ. وهكذا يظهر الصراع غير المعلَن بين هذين الجانبين اللذان يجتمعان تحت مظلٍّة وطن واحدة تحتاج لأجيال قادرة على مواجهة تحديات الحياة المقبلة بصمود وثقة بالعقل والجسد.

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات