- صاحب المنشور: عزة بن داوود
ملخص النقاش:
التطور الرقمي الذي شهدته العقود الأخيرة غير الكثير من نواحي الحياة اليومية، ومن أكثر المجالات تأثراً بهذا التحول هو قطاع التعليم. يمكننا القسمة هذا التأثير إلى جانبين رئيسيين: الجوانب الإيجابية والسلبيات المحتملة.
على الجانب الإيجابي، أتاحت التقنية فرصاً جديدة للتعليم الذاتي وتوسيع نطاق الوصول إليه. مع انتشار الإنترنت والمحتوى الرقمي متعدد الوسائط، أصبح بإمكان الطلاب التعلم من مجموعة واسعة من المصادر العالمية بطرق قد تكون غير ممكنة عبر الطرق التقليدية. كما سهلت الأدوات المرتبطة بالذكاء الصناعي عملية التدريس والتقييم، مما يوفر الوقت والجهد للمعلمين ويحسن جودة العملية التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، تتيح أدوات مثل البرامج الافتراضية وأجهزة الواقع المعزز للمتعلمين تجارب تعليمية غامرة وفريدة لا يمكن تحقيقها إلا بتكلفة عالية أو عدم القدرة عليها أساسًا باستخدام الأساليب التقليدية.
ومع ذلك، فإن هناك أيضًا جوانب مقلقة مرتبطة بالتأثير الرقمي على التعليم. واحد من أهم هذه المخاوف يتعلق بقضايا السلامة الإلكترونية والأمان الشخصي. حيث يكمن خطر تعرض البيانات الشخصية للأطفال والمعلومات الحساسة الأخرى للاختراق أو الاستخدام الخاطئ عند استخدام الأنظمة الرقمية المتعلقة بالتعليم. علاوة على ذلك، يشعر البعض بأن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا في الفصول الدراسية يؤدي إلى فقدان المهارات الاجتماعية والتواصل بين الطلاب والمعلمين وبين زملاء الفصل الواحد نفسه. كذلك، يوجد قلق بشأن "فجوة الفجوة الرقمية" حيث قد يعاني بعض المجتمعات المحرومة من محدودية الوصول إلى تكنولوجيات المعلومات الحديثة، وهو الأمر الذي يزيد الهوة الفاصلة بين الطبقات المختلفة داخل النظام التربوي ذاته.
في المستقبل، يبدو أنه سيكون هنالك نهجا توافقيا بين التكنولوجيا والأساليب التقليدية لضمان أفضل نتائج تربويه عالمياً. فالحلول المقترحة تتضمن التركيز على المهارات الإنسانية جنبا إلى جنب مع تطوير القدرات التقنية لدى الطلاب والمعلمين علي حد سواء؛ وذلك بهدف خلق بيئة تعليمية شاملة ومتكاملة توفر فرصة لكل فرد لتحقيق كامل إمكاناته بغض النظر عن خياراته الخاصة فيما خص البيئات الفيزيائية والفكرية المختلفة التي يدخل ضمن اطارها المنظومة التربوية ككل .
