- صاحب المنشور: يزيد الحساني
ملخص النقاش:
لقد أحدثت ثورة الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في العديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. فمن جهة، يُنظر إلى هذه التقنية كنافذة فرصة لتقديم حلول مبتكرة وتحقيق كفاءة عالية، لكنها تثير أيضاً مخاوف بشأن تأثيراتها المحتملة على سوق العمل وتأثر وظائف معينة بها. هذا المقال يستعرض جانبي التأثير المتوقع للذكاء الاصطناعي على الوظائف، موضحًا التحديات التي قد تواجه المجتمع وأيضًا الأفق الجديد الذي تتيحه هذه الثورة الرقمية.
التحديات والتغيرات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي:
- توطين الوظائف: إحدى المخاوف الأكثر شيوعاً هي احتمال فقدان الوظائف بسبب الروبوتات والأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. هناك دراسات تشير إلى أنه خلال العقد المقبل، ربما يتم استبدال جزء كبير من العمالة البشريّة بأدوات ذكية تقوم بنفس أعمالهم بكفاءة أكبر وبنسب أقل من الخطأ. وهذا ليس حكراً على الأعمال الصناعية الكبيرة؛ بل يشمل أيضًا مجالات الخدمات مثل المحاسبة والقانون وغيرها حيث يمكن لبرامج الذكاء الاصطناعي التعامل مع كميات هائلة من البيانات بصورة أكثر سرعة ودقة مما يفعله الإنسان.
- التغيير المهني: ستكون هنالك حاجة ملحة لإعادة تعليم القوى العاملة الحالية للتكيف مع متطلبات عالم يتزايد فيه الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. سيكون علينا إعادة النظر في محتوى المناهج التعليمية الجامعية ومراكز تدريب مهني لتحضير الأفراد ليكونوا قادرين على إدارة وصيانة نظم الآلات التي تعمل بالإرشادات المستقاة من خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
- الوصول غير المتساوي: قد يؤدي انتشار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الفجوة بين الغني والفقير داخل المجتمع الواحد وخارج حدود الدول المختلفة إذا لم يكن لدى الجميع الفرصة لنيل التدريب والمعرفة اللازمة للاستفادة منها. كما وأن بعض البلدان بالفعل لديها قاعدة رقمية ضيقة مقارنة الأخرى مما سيجعلها محرومة حقاً من الاستمتاع بفوائد هذه التحولات التكنولوجية الجديدة.
آفاق مستقبلية جديدة:
على الجانب الآخر، فإن تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لديه القدرة علي خلق فرص عمل جديدة تماماً لم تكن موجودة قبل ظهور هذه التقنية الحديثة. إليكم أمثلتين لهذه الاحتمالات:
- ابتكار أعمال تجارية جديدة: عندما ظهر الإنترنت لأول مرة منذ نحو ربع قرن مضى، كان له دور رئيسي في تغيير الطريقة التي يقوم الناس بشراء المنتجات وبيعها بالإضافة لكيفية سير الحياة الاجتماعية اليومية لهم عموماً. كذلك الأمر بالنسبة للذكاء الاصطناعي؛ فالعديد من الشركات الناشئة تعتمد حالياً بشكل أساسي على برمجيات قائمة علـى دمج مختلف الوسائل والحلول البرمجية الخاصة بإدارة موارد المؤسسة ERP(Enterprise Resource Planning) والتي تم تطويرها باستخدام عناصر متنوعة متعلقة بعلم البيانات والخوارزميات المعقدة ذات الصلة بمجالات علوم الكمبيوتر والإحصائيات والإقتصاد وغير ذلك الكثير بهدف الوصول لحل مشاكل فعلية كانت خارج نطاق الممكن سابقاً. لذا فهو يعطي دفعة قوية للأعمال التجارية الصغيرة والكبيرة سواء عبر توسيع نطاق خدمتهم أو تقديم أنواع خدمية مميزة ولافتة للإنتباه تستهدف شرائح مختلفة لكل نوع منهما حسب احتياجات تلك الشرائح ومتطلباتها الدقيقة وفقاً لما توصل إليه الذكاء الاصطناعي أثناء عمليات جمع البيانات وإجراء تحليل لها ومن ثم تطبيق نتائج التنقيبات والاستنتاجات المنطقية بناء عليها كالاقتراح بأنواع أفكار تسويقية مثمرة وكذا إنشاء تصميمات منتجات مطروحة حديثاً مناسبة للمستخدم النهائي وما الى ذلك... وهكذا سوف يساهم هذا النوع من الحلول المعلومترونية CAD في تحقيق معدلات نمو أعلى بالمؤسسات كافة مع مرور الوقت وذلك بدون فرض أي عبئ زائد نقدياً عليهم فضلاً عن كون تكلفته التشغيلية معتدلة نسبياً مقارنة بتكاليف