عنوان المقال: "إلى أي مدى يمكننا الارتكان لأصولنا واستلهاماً لمستقبل أكثر مرونة؟"

\***قرير مفصل للنقاش*\*** تبدأ المناقشة بمقال يطرح تساؤلات عميقة حول علاقة الإنسان بتاريخه وأصوله. المؤلف، الزهري الجبلي، يقترح أن فهم وتراثنا ليس فق

تبدأ المناقشة بمقال يطرح تساؤلات عميقة حول علاقة الإنسان بتاريخه وأصوله. المؤلف، الزهري الجبلي، يقترح أن فهم وتراثنا ليس فقط طريقة للتعلق بالماضي، ولكنه أيضاً المفتاح لاستشراف مستقبل قوي ومبتكر. يدعو إلى عدم الوقوف ثابتًا عند تفاصيل الماضي، بدلاً من ذلك التشديد على أهمية إعادة النظر في هذه الأفكار والاستعمالات التاريخية وفقًا لما يتلاءم مع احتياجات وتحولات المجتمع الحديث. هذا النهج، حسب قوله، سيسمح بخلق هويات جديدة تتميز بالمرونة والتكيف.

بينما تدخل بهية القفصي إلى نقاش، فهي تؤكد دعمها لهذا الرأي. تشدد على ضرورة الاحتفاء بأصولنا واحترامها أثناء نفس الوقت غير الراغب في حبسهما في قالب جامد. تعتقد أنه عبر فهمان لأصولنا، يمكننا إعادة تصميمها بطرق مستدامة مناسبة لعصر جديد يتغير بسرعة. وفي حالة جمودنا في تفسير الماضي، ستكون فرص التغيير وإعطاء الحياة لهويات جديدة متاحة أمامنا مغيبة تمامًا.

رندة بن تاشفين تشارك وجهة نظر مشابهة لهذه الآراء. تقول أنها متوافقة مع رؤية تقديم أنفسنا لفهمه الأعمق لأصولنا، والتي توفر الوسيلة الأساسية لاعادة صياغة تلك الفكرة لتلائم واقع العالم الحالي المتقلّب والمُبتكر. كما تشير إلى الخطر الكامن خلف تعليق كل شيء قديم ببساطة - وهو خسارة الاتصال بجوانب مهمّة من ثقافتنا وهويتنا الإسلامية. لكن الحل المقترح من قبل رندة يكمن في تحقيق توازن حيث يستمد المرء إلهاماته من الماضي ويتطلع أيضا نحو المستقبل بكل طموحاته واقتراحاته الجديدة بما يحافظ فيه على أصالة هويته بينما يعزز قدرته على المواجهة والتفاعل مع الظروف المتغيرة.

وفي رد آخر لسند الريفي، يبدو انه أقل ميلاً للقبول بانطباعات رندة الأخيرة. فهو يرى بأن ترك الأمور القديمة بلا اعتبار ربما يؤدي لانحسار جذورنا الثقافية والدينيّة الضرورية للاستقرار الشخصي والجماعي . رغم إدراك التحسينات الحالية وآفاق المستقبل الواعدة ، إلا إنه حذر من مقاطعة كامل لأيديولوجيات الماضي بدون دراسة معمَّقة لها ولآثار قطع روابط بنائياً معها محتمل السلبية عليها وعلى خطواتنا التالية اتجاهات خاصة بالعلاقات الدولية والعلاقات الشخصية وغيرهم الكثير ضمن نسق حياة مجتمعات المسلمين اليوم وغداً.

يتميز الخطاب هنا بكثيرٍ من الاحترام والحماس لكل طرف ليذكر الآخرين بهدفه العام وهو الوصول لحقيقة معرفية مشتركة تجمع الجميع حول هدف واحد : كيفية تجانس الهويات الخاصة بهم مع البيئة العالمية المتحولة حاليًا وماهي الفرص المثمرة لذلك مستقبلا ؟

استنتاج:

تظهر المناقشة التركيز الشديد على التوازن الدقيق بين احترام وإحياء الأصول الثقافية والإسلامية وقدرة الانسان علي التجديد المستمر الذاتي والساعي دائماً لرؤيا مستقبلية مشروعه تستعين بالإنجازات العلمانية والمعرفية الحديثة . يسعى جميع الأعضاء المشاركون إلي تصحيح مسارات تفكير جديدة تضمن استلهام الماضي لصالح حاضر غني ومتجدد ولكنه محافظعلى قيمه وثوابته الأصلية .


جبير القفصي

10 مدونة المشاركات

التعليقات