- صاحب المنشور: حصة الزاكي
ملخص النقاش:
مع التطور التكنولوجي المتسارع الذي تشهده العالم اليوم، أصبحت التحولات الرقمية حقيقة واضحة لا يمكن تجاهلها. هذا التحول ليس مجرد تغيير فني داخل القطاعات المختلفة, ولكنه يمس أيضاً جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. العديد من الدول العربية قد بدأت بالفعل رحلتها نحو الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وغيرها من التقنيات الحديثة. ولكن هذه العملية ليست خالية من التحديات. سنستعرض هنا بعض التجارب الرائدة لهذه البلدان وكيف تعاملت مع العقبات التي واجهتها أثناء عملية التحول الرقمي.
الإمارات العربية المتحدة - قصة نجاح مبكرة
كانت الإمارات واحدة من الأوائل على مستوى المنطقة الذين تبنوا استراتيجيات رقمنة شاملة منذ بداية القرن الحادي والعشرين. هدفهم كان واضحاً: بناء مجتمع قائم على المعرفة وتحويل الاقتصاد من الاعتماد الكبير على النفط إلى اقتصاد متنوع وفكري. وقد حققت الدولة تقدماً ملحوظاً في مجالات متعددة مثل الحكومة الإلكترونية والمواصلات والمالية والتجارة الإلكترونية. أحد الأمثلة البارزة هو نظام "تم" الحكومي الموحد والذي يتيح للمواطنين الوصول إلى أكثر من 130 خدمة إلكترونية مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، قامت دولة الإمارات بإطلاق مشروع المدينة الذكية دبي2021 الذي يسعى لجعل مدينة دبي مركزًا عالميًا للابتكار والإبداع الرقمي.
على الرغم من النجاح الواضح، فإن عملية التحول لم تخلو من الصعوبات. إحدى أكبر العوائق كانت مقاومة الثقافة القديمة وعدم الرضا العام حول التعامل عبر الإنترنت. وللتغلب على ذلك، نفذت الدولة حملات توعوية واسعة لتشجيع المواطنين على استخدام الخدمات الرقمية واستثمار الوقت والجهد اللازمين للتدريب والتوجيه الفني للشرائح الأكثر تأثيراً كالكبار والمعلمين والمعلمين المساعدين والأطفال. كما أنها عملت على تحسين شبكات الاتصالات وبنية تحتية تكنولوجية قوية لدعم الانتقال الرقمي.
المملكة العربية السعودية - رؤية ٢٠٣٠ وطموحات رقمية
كما هي حال جارتها الشمالية، فقد وضعت المملكة العربية السعودية نفسها ضمن قائمة الدول المؤثرة في مجال التحول الرقمي العالمي. برنامج "رؤية ٢٠٣٠"، وهو خطة طموحة لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي بعيداً عن النفط، يشمل جانباً رئيسياً يتمثل في زيادة اعتماد البلاد على التقنيات الثورية كتلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وإنترنت الأشياء. ومن أهم مشاريعها في هذا السياق "مدينة نيوم"، وهي منطقة ذكية مستقبليّة ستكون بيئة مثالية للاختبارات التجريبية للقوانين الجديدة وعروض المنتجات القائمة على البيانات الكبيرة.
العائق الرئيسي أمام تحقيق هذه الطموحات يرجع غالبيته لقضايا الأمن السيبراني وقدرة النظام المحلي الحالي على استيعاب الكم الهائل من المعلومات المنظمة حديثا مما أدى إلى ارتفاع نسبة حالات الاحتيال الإلكتروني وانتشار الجريمة السيبرانية غير القانونية محليا. لهذا السبب شددت السلطات جهودها مؤخراً بتطبيق قوانين رادعة للأعمال الإجرامية عبر الشبكة العنكبوتية وزيادة الاستثمار بمرافق وقوى بشرية مدربة تدريبا جيدا لحماية خصوصية بيانات الأفراد والشركات وممتلكاتها الافتراضية الأخرى ضد المخاطر الخارجة عن نطاق سيطرتهم الطبيعية.
المغرب – نهضة رقمية وسط أعراف تقليدية
وفي الجانب الآخر من الخليج العربي، يعد المغرب أحد الرائدين العرب في تطبيق نماذج الأعمال المستندة للتقنية بحلول عقد التسعينات حيث اعتمد نموذجا فريدا يتسم بالتكامل بين القديم والجديد وذلك بتوفير خدمات حديثة باحتياجات يومية لأصحاب المشروعات الصغيرة والكبيرة وذلك باستخدام بنوك معلومات موحدة وأنظمة دفع آلية تتيح توصيل احتياجات السوق بطريقة سهلة وسريعة تتماشى مع البيئات الريفية والصناعية بنفس القدر من الكفاءة .
وتظل قضايا نشر التعليم المهني حول البرمجيات ذات التأثير الأكبر على الصورة العامة للحركة الرقمية بالمغرب إذ أنه رغم وجود عدد كبير نسبيا ممن يحملون شارات