تُعَدّ المحاسبة أحد أهم العناصر الأساسية لأي نشاط اقتصادي, سواء كان فردياً أو مؤسسياً, فهي العلم الذي يهدف إلى تسجيل وتحليل وتفسير العمليات المالية للمنشأة بشكل منهجي ومنظم. تُعتبر المحاسبة آلية ضرورية لقياس الأداء الاقتصادي للشركات, وتقديم معلومات دقيقة وموثوقة للمستثمرين والممولين والملاك وصناع القرارات الداخلية والخارجية.
تقسم عملية المحاسبية عادةً إلى ثلاث مراحل رئيسية: الدورة المحاسبية، التي تتضمن تسجيل جميع المعاملات المالية اليومية؛ ثم مرحلة إعداد الحسابات المتوسطة والتي تشمل تصنيف وتجميع هذه البيانات في التقارير المالية; أخيرا التحليل والتفسير لهذه البيانات لتوفير رؤى حول الوضع الحالي والأداء المستقبلي للمنظمة. تعتمد تقنيات وأساليب مختلفة ضمن كل مرحلة منها لتحقيق هذا الغرض.
يمكن تقسيم أنواع المحاسبة حسب التطبيق إلى محاسبة عامة وخاصة. تهتم المحاسبة العامة بإعداد القوائم المالية المعيارية مثل بيان المركز المالي, والقوائم الدخل والبناء النقدي السنوي للتوزيع على الجمهور والمعنيين الآخرين خارج المنظمة. بينما تستهدف المحاسبة الخاصة تقديم خدمات استشارية مخصصة لإدارة الشركات لمساعدة الإدارات المختلفة داخل المؤسسة لاتخاذ قراراتها الاستراتيجية بناءً على الرؤى الواردة من عمليات المحاسبة الرئيسية.
وفي سياق تعقيد الأعمال التجارية الحديثة، طورت العديد من البرامج التكنولوجية أدوات متكاملة لدعم سير العمل المحاسبي بما يشمل إدارة الحسابات والدفع والاستلام والفوترة وغيرها مما أسهم بشكل كبير في زيادة كفاءتها ودقتها. ومع ذلك، يبقى العنصر الإنساني حاضراً عبر الضوابط الداخلية والإفصاح عن الحقائق بطريقة شفافة ولإبقاء مسؤوليتها الأخلاقية مطلقة أمام المجتمع التجاري برمته.