- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
**تحليل النقاش ومختصر النتائج:** تناول نقاش أعضاء المنتدى قضايا مثيرة للاهتمام حول فكرة "الذكاء الجماعي" لدى البشر وانتشار الوعي العالمي المستمر عبر الشبكات الاجتماعية والثقافية والمعرفية. طرحت شخصية "صباح بن زينب" وجهة النظر التي تستلهم أعمال علماء اجتماعين بارزين هما إدوارد توسن وروبرت بلانتون ممن طورّا مفاهيم العقل العالمي والعقل الشعبي على التوالي. تشير هذه المفاهيم إلى تواجد شكل مبهم وغير منظور من التواصل المعرفي الضمني بين الأفراد داخل مجتمعات مختلفة. وقد ركز المتحاورون أيضًا على الجانب الأخلاقي لهذا الأمر؛ حيث حذر "شهاب الجوهري" بأن اعتبار الإنسان كمجتمع نحلي واحد خاضع لقواعد تنظيمية ثابتة ربما يؤدي إلى تجاوز حدود الحرية الشخصية وانعدام القدرة الذاتية لاتخاذ القرارات المصيرية لكل فرد بمفرده. ويبدو أنه توصّل إلى ضرورة التحلي بالحذر عند تسويغ خطط مستقبلية قائمة على فرضيات قابلة للتطبيق ضمن السياقات البيولوجية وليس بالضرورة مناسبة لسياقات الحياة الإنسانية المتنوعة والتعددية الثقافية والفكرية والحضارية. **الخاتمة:** يتضح مما سبق أن نقاشاً عميقاً دار بشأن مدى قابلية تعميم نماذج تنظيم أنواع أخرى كالطيور والنحل والقنادس وما إليها -بالرغم من فعاليتهم الرائعة بإحداث تغيرات كبيرة في عيشهم اليومي спонtaneously- وذلك عندما نتفحص تفاصيل الوضع الخاص بحالات التعاطف الاجتماعي والإفرادية المتعلقة بالإرادة البشرية والقدرة العقائدية والإبداع الفكري وسط مجموعة متنوعة من الأعراق والأجيال المختلفة. وبالتالي فإن أي دراسة مطروحة بهذا المجال تتطلب فهماً نقدياً للحالة الواقعية للحياة الجمعوية للأنسنة بعيدا عن الأحكام المطابقة لإطار العمل التأملي السابق الذكر والذي يتميز بشمولية أغلبية أحوال أنواع ذات جهاز عصبي بسيط نسبيا بالمقارنة ببنية الجهاز العصبي المركزي للجهاز البشري المعروف بانفراده وخصوصيته الخاصة به والتي تؤثر تأثيراً مباشراً على مستوى قدرته الانفعالية والتفكيرانية وفهم الآخر ثقافياً وعلمياً وعلم نفسياً أيضاً. لذلك، فإن احتمالية الوصول لفهم شامل لما يسمى بـ"التفاعلات المشتركة للإنسانية" تبدو وكأنها رحلة مليئة بالتحديات والمجهول!