العمل هو جوهر الحياة الإنسانية، فهو ليس مجرد نشاط جسدي بل هو محرك رئيسي لتطور البشرية واستكمال مسؤولياتها الدينية والدنيوية. يمكننا تعريف العمل بأنه استخدام الجهد البدني والفكري لتحقيق هدف معين، سواء كان ذلك لإشباع الحاجات الشخصية أو المساهمة في رفاهية المجتمع.
لغةً، يأتي اشتقاق كلمة "عمل" من فعل "عَمِل"، والذي يعني بذل الجهد والسعي نحو هدف معين. ومن الناحية الاصطلاحية، يشير إلى أي نشاط يقوم به الإنسان باستخدام قدراته البدنية والعقلية لتحقيق نتيجة مفيدة. ويتنوع العمل بين الشكل اليدوي والشكل العقلي، حيث يتميز الأول بتطبيقه المباشر للأيدي والجسد بينما يعتمد الثاني على التفكير والابتكار. أمثلة لهذه الأعمال تشمل الخياطة والنسيج وصناعة الأدوات المعدنية مثل الحدادة والتي كانت معروفة منذ القدم.
إن لأعمال الإنسان قيمة كبيرة تتجاوز الجانب الاقتصادي فقط، فهي توفر له مصدر رزق مستدام وتحسن نوعية حياته الاجتماعية أيضًا. كما أنها تلعب دورًا بارزًا في تحديد الوضع الاجتماعي والاقتصادي للشخص ضمن مجتمعه. علاوة على ذلك، يلبي العمل احتياجات المجتمع المختلفة، سواء بالحصول عليهم عبر الانتاج أو عن طريق تقديم خدمات يحتاج إليها الناس. وفي الوقت نفسه يحقق الأمان للمشاركين فيه ضد المخاطر المحتملة كالفقر المرض والعجز.
تنقسم مستويات الأعمال بناءً على ثلاثة عوامل أساسية: مستوى الجهد المطلوب، وجودة المهارات اللازمة، بالإضافة لحجم الإنتاج المرغوب. تصنف هذه المستويات وفقًا لذلك، فالذي يستمد قدر أكبر من الطاقتة والكفاءات الأعلى ينتمي لعلو مرتبة من نظيره الأقل شأناً رغم تواجد ظروف مشابهة لديهم. كذلك يزداد ترتيب العمالة عندما تكون منتوجاتها أكبر حجماًوأكثر تنوعا مقارنة بالأخرى المتوفرة بالسوق المحلي والعالمي.
ومن منظور اقتصادي ومعرفي واضح أن الرواتب المقدمة لكل وظيفة تعكس مكانة تلك الوظائف داخل هرم الترقي الوظيفي .وتتجلى أهميته عند النظر للتطور التاريخي للإنسان وما حققه من تقدم حضاري وثقافي يرجع جزئيًا لقيم العمل المنتجة للأجيال التالية وكان بداية الطريق للعصر الحديث .أما بالإشارة للدين الاسلامي فقد نوه العديد من الآيات القرأنية حول أهميتها ودورها المهم وذلك باطلاق أمر نشر العلم والمعرفة والاستقراروالنمو والتغيرالإيجابي عبر الدعوة لاتباع نهجه القويم وتجنب المعاصيه والمضي قدمًا باتجاه تحقيق الغاية النهائية للحياة الدنيا وهي عبادةالله عز وجل وعليه فان واجبات المؤمن العامله تتمثل بعداله المسعى وحفاظ علي حقوقه ونشر النظام الاجتماعي داخل دائرته العملية حرصا منه علي عدم انحراف اخلاقيات مجلسنا تجاه اعمال اخرى غير مشروعه دينيا ومجتمعيا مما يؤكد تفاني الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بتقديم توصيات أخلاقيه للسالكين سبيل الثراءالحلال. وهذا يدلل ايضا بان نهوض الأمم وتقدم بها مرتبط ارتباط وثيق بهذا المعيارالإسلامي الراقي المقوم لسلوك الافراد أثناء مزاولتهم لمهنتهم اليوميه مهما بلغت حجمها مادية كانت ام معنوية ،مؤكدا بذلك تحقيق رضا الرب جل وعلى وغايت الوصول لنظام اجتماعي انسجام جمهور المسلمين فيه بما اتفقوا عليه سرا وجهارا لما فيه صلاح دنيا ودينه انتهاء بكلمة الحق صدقا وابلاغا بحبه وصفائه بنسبة الي اهلته وارفع الدرجات عند مليكه القدوس سبحانه وتعالي.