رحلة العملات الورقية العراقية عبر التاريخ

لطالما لعبت عملات الدولة دوراً حاسماً في تاريخها الاقتصادي والمالي. وفي العراق، شهدت العملات تطوراً ملحوظاً منذ تأسيس المملكة العراقية عام 1921 وحتى ا

لطالما لعبت عملات الدولة دوراً حاسماً في تاريخها الاقتصادي والمالي. وفي العراق، شهدت العملات تطوراً ملحوظاً منذ تأسيس المملكة العراقية عام 1921 وحتى الوقت الحالي. سنستعرض هنا بعض النقاط البارزة حول العملة العراقية القديمة.

بدأت رحلة الدينار العراقي عندما صدر قرار ملكي في 16 مايو 1920 بإصدار دينار ذهبي عراقي جديد، وهو ما يعرف الآن بالدينار الأول ("الدينار الملكي"). هذا الدينار كان يستند إلى معيار الذهب وكان يساوي حينذاك ربع جنيه استرليني. تميز الدينار بتصميم جذاب يصور صورة الملك فيصل الأول على الوجه الأمامي وصورة صقر محلق فوق مروحة القصب الشهيرة في بغداد على الجهة الخلفية.

مع مرور الزمن، مر الدينار بحالات تعديل عدة بسبب الظروف الاقتصادية المتغيرة والحروب الأهلية. خلال الأربعينات والخمسينيات، جاءت إصدارات جديدة تضمنت صور لرئيس الوزراء عبد الكريم قاسم بعد خلع النظام الملكي. ثم شهدت البلاد فترة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي تحت حكم حزب البعث، مما أدى لإنتاج أنواع مختلفة من الدنانير تحمل أسماء زعماء الحزب مثل أحمد حسن البكر وسadam Hussein.

في التسعينيات وبداية القرن الواحد والعشرين، تأثرت العملة بشدة بالحظر الدولي المفروض على العراق نتيجة للأزمة السياسية الدولية. ومع ذلك، استمرت الحكومة المحلية في طباعة الدنانير رغم نقص المواد الخام وعدم الاعتراف العالمي بها. هذه الفترة كانت مليئة بالإصدارات الغير رسمية التي غالبًا ما كانت تحتوي على تصاميم بدائية وتم استخدامها بشكل محدود داخل المجتمع المحلي فقط.

بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، بدأ العراق عملية إعادة بناء اقتصاديته بمراجعة سلسلة طويلة من الإصلاحات المالية والنقدية. وقدمت حكومة المالكي لاحقًا سلسلة جديدة تماماً من الفئات ذات التصميم الحديث والتي تعكس هوية عراقية أكثر تنوعاً وأكثر ارتباطاً بتاريخ الشعب المعاصر.

هذه الرحلة الطويلة للعملة العراقية هي شهادة ليس فقط على قوة التنوع الثقافي والتاريخ لكن أيضاً على المرونة الاقتصادية للشعب العراقي أمام التحديات المختلفة.


سفيان بن الطيب

1156 Blog posts

Comments