مالطا، الجزيرة الواقعة في قلب البحر الأبيض المتوسط، مرّت بعدد من التحولات عندما يتعلق الأمر بعملتها الوطنية. قبل انضمامها لاتحاد اليورو في العام ٢٠٠٨، استخدمت مالطا "الليرة المالطية". هذه العملة، والمعروفة أيضا بـ "الجنيه المالطي"، كانت مستخدمة من سنة ١٩٧٢ حتى نهاية عام ٢٠٠٧. وتمثل الليرة المالطية بإشارة Lm أما الفئة المعدنية فقد كتبت عليها علامة مخصصة (₤).
قبل اعتماد الليرة المالطية، كانت العملات البريطانية متداولة بشكل واسع في مالطا بسبب الروابط التاريخية القوية بين البلدين. ولكن مع مرور الوقت، ومع زيادة استقلال مالطا السياسي والاقتصادي، أصبح هناك حاجة لعملة وطنية خاصة بها.
مع دخول مالطا إلى منطقة اليورو في يناير 2008، أصبح اليورو هو العملة الرسمية لها. وقد جاء هذا القرار ضمن عملية طويلة تضمنت خطوات مثل تحديد سعر ثابت لصرف اليورو مقابل الليرة المالطية (حيث تساوى كل يورو حوالي 0.4293 ليرة مالطية)، والحفاظ على كلا النوعين من العملات لمدة عام واحد للإنتقال الناعم.
اليورو، كونها العملة المشتركة لأغلبية دول الاتحاد الأوروبي، تتكون من مجموعة متنوعة من العملات المعدنية ذات التصميم الخاص بكل دولة عضو. بالنسبة لمالطا، فإن عملاتها المعدنية تتمتع برسومات فريدة تعكس تراث الجزيرة الغني والتاريخ الثقافي العريق. على سبيل المثال، تحمل قطع السنت الأولى والثانية والخمسة رسم مدخلي المعابد القديمة بالمكان وهو ما يوحي بتاريخ مالطا القديم. بينما تحمل عملات السنت العشر والعشرين والخمسين تصميم شعار النبالة الرسمي للملكة ماريا عاهل مالطا الحاليّة آنذاك. وعلى جانب آخر، تتميز عملات اليورو الواحدة وايوروين بوجود رمز الصليب المالطي الذي يعود أصله إلى فرسان مالطا الذين كانوا يحملون هذي الشعار كجزء من أحزمة وسامتهم أثناء الحرب الصليبية الثالثة وانتهوا حكام جزيرة رودس ثم انتقلوا لاحقا للاستقرار الدائم بمالطا حيث أسسوا أول نظام طبابة خارج أوروبا والذي يعرف الآن بنظام فرسان المستشفى.
بالإضافة لهذه الجوانب التقنية حول النظام النقدي, يمكن الحديث أيضا عن الوضع الاقتصادي الحالي في مالطا. تعتبر الدولة الصغيرة نسبياً واحدة من أكثر الدول ربحاً داخل عضوية الاتحاد الأوروبي نظراً لموقعها الاستراتيجي وجاذبيتها السياحية فضلاًعن القطاع المصرفي الكبير والمزدهر والذي يساهم بحوالي ٣٣٪ من الناتج المحلي الاجمالي حسب البيانات الأخيرة لسنة ٢٠١٩ . يعد ذلك جزءاً أساسياً مما جعل اسمها معروفاً عالمياً كمقر رئيس لشركات التأمين والخدمات المالية والمؤسسات المرتبطة بالأعمال التجارية الدولية بما فيها التجارة البحريّة والاستقدام البحري وذلك بسبب قربها من قناة السويس المؤدية مباشرة نحو الشرق الأقصى والصين وبالتالي فهي نقطة عبور محورية للشحن الدولي لنقل البضائع بكفاءة عالية السرعة. وهذا الموقع الهندسي له دور حيوي جداً في تنمية ودعم مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني الحكومي وغير الحكوميين alike.