تاريخ وتطور العملات المغربية: رحلة عبر الأيام الغابرة إلى العصر الحديث.

العملة الرسمية للمملكة المغربية هي الدرهم، والذي يتمتع بتاريخ غني ومتنوع يعود لأكثر من قرن ونصف القرن. بدأت قصة العملة المغربية مع أول عملة ورقية تصدر

العملة الرسمية للمملكة المغربية هي الدرهم، والذي يتمتع بتاريخ غني ومتنوع يعود لأكثر من قرن ونصف القرن. بدأت قصة العملة المغربية مع أول عملة ورقية تصدرها الدولة المعروفة باسم "الفرنكات"، والتي استخدمت بين عامي 1914 و1958. هذه الفرنكات كانت تحمل صورة الملك محمد الخامس وكانت قابلة للتداول داخل الإقليم المستعمر آنذاك.

بعد الاستقلال في العام 1956، بدأ المغرب في إصدار سلسلته الخاصة من الفئات النقدية التي تعرف اليوم بالدرهم. تم تقديم هذا الاسم تكريمًا للوحدة التقليدية للأوقية والقرش التي كان يستخدمها التجار المحليون منذ العصور الوسطى. أول ورقة نقدية من فئة درهم مغربي ظهرت سنة 1959 وجاء عليها اسم الملك الحسن الثاني.

على مدار العقود التالية، تطورت التصاميم والميزات الأمنية لعملة الدرهم بشكل مستمر لتلبية الاحتياجات المتغيرة والتحديات الآخذة في الصعود مثل القرصنة المالية وانتشار الشيكات المصرفية. شهدت التسعينيات نقل الطباعة الخارجية لحماية مصداقيتها العالمية واستخدام تقنيات متقدمة لإضافة طبقات جديدة من الأمان ضد التزوير.

اليوم، تحتفظ بنك المغرب بصلاحيات طباعة وإدارة الدورة الدموية لهذه العملة الوطنية القيمة. تتضمن مجموعة الدرهم مجموعة متنوعة من الأوراق النقدية المعدنية بالإضافة إلى البلاستيكية عالية الجودة التي تتميز بتقنيات حديثة للحماية منها الرقم المجسم المطبوع ثلاثي الأبعاد والألوان الزاهية غير المعتادة وغير ذلك الكثير مما يجعل التعامل بها أكثر سهولة وأقل عرضة للتزييف.

بالتالي، يسجل تاريخ عملة المغرب تحولاً كبيراً من الاعتماد على الأموال الأوروبية خلال الحكم الاستعماري إلى اعتماد سيادتها الاقتصادية باستخدام عملتها الخاصة - الدرهم - التي تعكس الهوية الثقافية والفنية للمجتمع المغربي المعاصر.


سفيان بن الطيب

1156 مدونة المشاركات

التعليقات