- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
تشكل هذه المحادثة نقاشا عميقا يدور حول التداخل المحتمل بين المجالات الأكاديمية للعلم والفلسفة. ينطلق الطرف الأول -عبد الهادي بن بكري- بافتراض أن الدور الأساسي للعلم يتمثل في البحث والتأكيد التجريبي، مما يسمح بإيجاد تفسير واقعي وموضوعي لظواهر العالم الطبيعي. لكن هذا النهج، برأيه، قد يغفل الجوانب الأكثر جوهرية وغامضة من الوجود الإنساني، مثل قضايا المعرفة والمorality والإيثICS. وبالتالي فهو يؤكد على حاجتنا المستمرة للفلسفة كمفتاح لفهم تلك المسائل المركبة وغير القابلة للقياس مباشرة.
من ناحيتها، تدعم داليا بن شقرون وجهة النظر نفسها. فهي تشدد على الترابط الوثيق بين هذين المنظورين المعرفيين. حيث يعتبر العلم مصدر المعلومات الواقعية المتعلقة بالعالم المادي، بينما تعتني الفلسفة بتحقيق مستوى أعظم من التعقل فيما يتعلق بقضايا الغاية والحقيقة والمعنى. وفي حالة غياب أحد الجانبين، يخسر الإنسان جانبًا مهمًا من حقيقته وفهمه لنفسه وللعالم من حوله. وهذا يعني أنهما ضروريان لإمتاع قدرة الشخص على الحكم الذاتي والنظر النقدي.
وفي نهاية المطاف، يستنتج هذا الحوار أنه رغم اختلاف وسائل العمل لدى العلم والفلسفة، إلا أن هدفيهما يشتركان في خلق صورة كاملة وشاملة للإنسان والعالم. وكلتا هاتين المؤسساتتين معرفيتين مكملة ومتعاونة وليس منافسيتين بعضهما البعض.
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات