- صاحب المنشور: ماجد الهواري
ملخص النقاش:
في عصر التكنولوجيا الرقمية الحالي، أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءاً أساسياً من حياة العديد من الأطفال والمراهقين حول العالم. رغم الفوائد التي قد توفرها هذه الوسيلة الترفيهية مثل تعزيز مهارات حل المشكلات والتفكير الاستراتيجي، إلا أنها يمكن أن تحمل أيضاً مخاطر صحية نفسية إذا لم يتم استخدامها بحكمة وبشكل معتدل. هذا المقال يهدف إلى استكشاف التأثيرات الإيجابية والسلبية المحتملة للعب ألعاب الفيديو وكيف يمكننا الحد من الآثار الضارة منها والحفاظ على رفاهية الشباب.
الفوائد المحتملة
- تنمية المهارات المعرفية: تُعتبر بعض الألعاب تحديات فكرية تزيد من قدرة اللاعبين على التركيز والحل السريع للمشاكل المعقدة. الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين يلعبون أنواع معينة من ألعاب الفيديو غالبا ما يحققون أداء أفضل في الاختبارات المتعلقة بالتخطيط والاستجابة العصبية الحركية.
- التواصل الاجتماعي: تقدم الكثير من الألعاب عبر الإنترنت فرصًا للتفاعل الاجتماعي عبر اللعبة نفسها أو المنصات المرتبطة بها. هذا يمكن أن يعزز الشعور بالانتماء ويطور مهارات التواصل لدى الأطفال والمراهقين.
- تعلم القيم الاجتماعية: تحتوي بعض الألعاب على عناصر تحث على الصدق والإخلاص والتضحية وغيرها من القيم الأخلاقية. عندما يتعرف الطفل لهذه المفاهيم داخل لعبة فيديو، فقد ينقل تلك التعبيرات خارج نطاق اللعب أيضًا.
المخاطر المحتملة
- الإدمان: تعد إدمان الألعاب مشكلة خطيرة تؤثر سلباً على الحياة اليومية للفرد وعلى علاقاته الاجتماعية وأدائه الأكاديمي. قد يؤدي عدم القدرة على التحكم بممارسة اللعب إلى مشاكل نفسية وجسدية طويلة المدى.
- السلوك العنيف: هناك نقاش مستمر حول تأثير محتوى العنف في الألعاب على سلوك اللاعبين. بينما يشير البعض إلى انخفاض معدلات الجريمة بين جمهور اللاعبين، يوجد آخرون يشعرون بأن مشاهدة العنف الكثيفة قد تحدث تأثيراً غير مباشر على التسامح تجاه أعمال العنف الواقعي.
- العزلة الاجتماعية: الأشهر الأولى لوباء كوفيد-19 شهدت زيادة ملحوظة في وقت الشاشة الذي يقضيه الشباب بسبب التعليم الافتراضي والأوقات الطويلة لقضاء الوقت المنفرد أثناء البقاء محلياً. لكن، الزيادة المستمرة في الاعتماد على وسائل الإعلام الرقمية -والألعاب خصوصا– قد تساهم في عزلة اجتماعية مزمنة وتضعف الروابط الشخصية الطبيعية.
الحلول المقترحة
لتحقق توازن صحي بين متعة اللعب والفائدة العامة، إليك بعض التدابير العملية التي يمكن اتخاذها:
* وضع حدود زمنية واضحة واحترامها باستمرار؛
* اختيار الألعاب ذات المضمون المناسب للعمر والمعايير الأخلاقية;
* التشجيع الدوري لأنشطة بدنية وعقلانية أخرى;
* المحافظة على التواصل المنتظم والداعم بين الأسرة والمدرسة بشأن نمط استخدام الأولاد لأجهزتهم الذكية;
* تقديم الدعم النفسي المبكر عند ظهور علامات إدمان محتمل أو تغييرات غير طبيعية في سلوك الطفل/الشخص المراهق نتيجة لاستخدام ألعاب الفيديو بكثافة عالية.
هذه ليست قائمة شاملة لكل التأثيرات المحتملة ولكنه مسعى لتوفير نظرة عامة حديثة لما هو معروف حتى الآن حول موضوع حساس ومتغير باستمرار وهو "الألعاب الإلكترونية والصحة النفسية".