• صاحب المنشور: خديجة القروي
  
  ملخص النقاش:
  

  مع تزايد الدور المحوري الذي يلعبه التكنولوجيا في كل جانب من جوانب الحياة المعاصرة، لم يعد التحول الرقمي مجرد خيار بالنسبة للتعليم العالي؛ بل أصبح ضرورة ملحة. ففي العالم العربي تحديدًا، حيث تتسارع وتيرة الأحداث والتطورات، فإن القفز نحو الإدارة الإلكترونية والتعلم عبر الإنترنت أمر حيوي لضمان قدرة الجامعات على البقاء تنافسية ومواكبة الاحتياجات المتغيرة للمجتمع والعصر الجديد.

تتعدد التحديات التي تواجهها المؤسسات الأكاديمية العربية في رحلتها نحو هذا التحول الشامل. أولاً، هناك حاجة ماسة لتحديث البنى الأساسية للنظم المعلوماتية، والتي غالبًا ما تكون قديمة وغير متوافقة مع متطلبات القرن الحادي والعشرين. ثانيًا، تعد القدرة البشرية عاملًا حاسمًا أيضًا، إذ يتعين تدريب وإعادة تأهيل الكوادر العلمية والإدارية ليصبحوا قادرين على التعامل بكفاءة مع هذه الأدوات الجديدة واستخداماتها الفعالة.

أفق المستقبل: الفرص الواعدة

رغم الصعوبات، تحمل عملية التحول الرقمي في التعليم العالي العديد من الفرص المثيرة. يمكن لهذه العملية تعزيز جودة التعليم من خلال تقديم مواد دراسية أكثر شمولاً ووصولاً إليها بشكل أكبر. كما توفر بيئة تعلم رقمية فرص غير محدودة للتفاعل بين الطلاب والمعلمين حول العالم، مما يسهم في خلق مجتمع علمي عالمي حقًا.

بالإضافة إلى ذلك، تساهم التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء بشكل كبير في تحسين تجربة الطلاب وتعزيز كفاءتهم الدراسية. فهي تساعد في تصحيح المفاهيم الخاطئة مباشرة بعد ظهورها أثناء التدريس الآني أو عبر الفيديوهات التعليمة المصممة خصيصا لهذا الغرض.

وفي الختام، بينما تشكل تحديات التحول الرقمي ضغطاً هائلاً على النظام التعليمي الحالي، فإن المكاسب طويلة المدى المحتملة تستحق الاستثمار الجاد والمستدام لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.