اقتصاد الريع هو نموذج اقتصادي يعتمد بشكل رئيسي على إيرادات غير منتجة مثل عائدات الثروة الطبيعية، الأراضي، الأصول المالية، أو الملكيات الخاصة التي تولد دخلًا بدون بذل جهود إنتاجية كبيرة. هذا النوع من الاقتصاد غالبًا ما يُعتبر شكلاً محدوداً للنمو الاقتصادي لأنه قد يؤدي إلى الاعتماد الزائد على موارد محدودة وغير مستدامة، مما يمكن أن يعوق التنوع والاستقرار الاقتصاديين على المدى الطويل.
في اقتصاد الريع، يتم توليد الدخل أساساً من الاستغلال الفعال للموارد الطبيعية الموجودة بالفعل، بدلاً من التركيز على الإنتاج المستمر والمبتكر للأموال والأعمال الجديدة. بينما يمكن لهذه الأنواع من النظم الاقتصادية تقديم فوائد قصيرة المدى، إلا أنها قد تتسبب أيضاً في مشاكل طويلة الأجل بسبب عدم تشجيعها للإبداع والإبتكار والتطور التقني.
على سبيل المثال، الدول الغنية بالنفط تعتبر مثالاً كلاسيكياً للاقتصاد المرتكز على الريع. هذه البلدان تستفيد كثيراً من عمليات استخراج النفط وتصديره لكنها ربما تقلل من اهتمامها بتطوير الصناعات الأخرى الأكثر تنوعا واستدامة. بالتالي، فإن تحقيق توازن بين استخدام موارد الريع والحفاظ عليها مع تعزيز النمو الاقتصادي المتعدد الجوانب يعد تحدياً كبيراً في سياق اقتصاد الريع.
ومن الجدير بالذكر أيضا أنه حتى داخل المجتمعات الحديثة، يمكن رؤية عناصر من اقتصاد الريع في أشكال مختلفة مثل العائدات العقارية الكبيرة، والعوائد الاستثمارية عالية الأرباح نسبياً، والتي قد تحول تركيز الأفراد والشركات نحو تحقيق المزيد من المكاسب الرأسمالية أكثر من العمل المنتِج. وبالتالي، يشجع بعض الخبراء الاقتصاديين على إعادة النظر في كيفية إدارة ودعم شكل مختلف وأكثر ديناميكية للاقتصاد لتحقيق رفاهة وازدهار مستقرين عبر الوقت.