يُطرح سؤال مُلِحّ حول أفضل آليات تحقيق التغيير في المجتمعات، حيث يلتقي فلاسفة وعلماء اجتماع وسياسيون على منصة واحدة لمناقشة أوجه القصور في الأنظمة الحالية وطرق تجاوزها نحو مستقبل أفضل. هل التغيير التدريجي والمنظم هو السبيل الأمثل لتحقيق العدالة والتنمية، أم أن الظروف تستدعي تدخلات جذرية وكسر هياكل السلطة المنهارة؟
التغيير التدريجي:
يدافع بعض الخبراء عن التغيير التدريجي، معلنين أنّه أكثر أمانًا وأقلّ تكلفة من الثورات العنيفة. يرون أنّ التغييرات الصغيرة المستمرة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا على المدى الطويل. يقول حامد البكري، أحد المشاركين في النقاش: "التغيير التدريجي يُهيئ المجتمعات لاستقبال تطورات مستدامة وأساسية".
ويُؤيد سهيل هذا الرأي: "يمكن للتغير التدريجي أن يهيئ المجتمعات لاستقبال تطورات مستدامة وأساسية. هذه عملية طويلة، بالطبع، لكن يمكن أن تكون فعّالة ومثمرة دون الحاجة إلى الانتظار لثورات جديدة".
التغيير الجذري:
من ناحية أخرى، يصرّ آخرون على ضرورة التغيير الجذري لمواجهة الأنظمة الفاسدة التي تُعيق التقدم. يُشير ياسر الهلالي إلى أنّ "الثورات دامية؟ هل نسيت أن النظم الفاسدة هي التي تدفع الناس للثورة؟ قد يكون هناك بعض الشخصيات المؤثرة الذين يستفيدون من النظام، لكن هذا لا يعني أنهم جميعًا فاسدون".
وتُجِد داليا الصيادي في التغيير الجذري حلاً ضروريًا في حالات انتهاك حقوق الإنسان، حيث تقول: "هل يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن بعض الأنظمة الفاسدة لن تتغير إلا بالقوة؟ أين كان "التغيير التدريجي" عندما كانت حقوق الناس تُdenied وتُدوس؟ يجب علينا أن نكون واقعيين ونعترف بأن هناك أوقات تتطلب فيها الظروف تدخلات جذرية".
نقاش متعدد الأوجه:
يُسلط النقاش الضوء على جوانب مُهمّة في مسألة التغيير، حيث تتناوب الآراء بين ضرورة الصبر والعمل الدؤوب من أجل إصلاحات تدريجية، وبين الحاجة إلى تصعيد الجهود لمواجهة الأنظمة القمعية. يُلخّص حمدان البكري المعضلة بقوله: "التغيير الجذري قد يتطلب أحيانًا تدخلات جريئة".
وتُنهي داليا الصيادي النقاش بتأكيدها على الحاجة إلى مرونة في التعامل مع مسألة التغيير، حيث تقول: "من المهم التأكيد على أن هذا القرار يتطلب تقديرًا دقيقًا للاختيارات والإجراءات، لكن يجب الاعتراف بأن التغيير قد يستلزم مرونة أكبر في بعض الحالات".