الخشب، هذه المادة الرائعة التي تنبت بين أغصان الأشجار، ليست مجرد عوارض مجوفة أو دعامات ثابتة؛ إنها قصة عمرها ملايين السنين من التقارب بين العلم والتاريخ. دعونا نتعمق في رحلتها الفريدة، بدءاً من غرس بذرة صغيرة إلى إنتاج قطعة خشبية كاملة.

١ - العملية الجزيئية: سحر الخلايا النباتية

تبدأ حياة الخشب داخل خلايا خاصة تسمى "السيتوبلاست". تعمل هذه الخلايا بشكل متواصل لإنتاج مركبين هما أساس وجود الخشب: السيلولوز (وهو بروتين عضوي) واللجنين (مادة بوليمر غير قابل للاختزال). عندما يتجمع هذان المركبان سوياً، فإنهما يخلقان شبكة شديدة الصلابة، تشبه درعاً يحمي الشجرة بينما تستطيع في الوقت نفسه امتصاص الماء والعناصر الغذائية اللازمة لها.

٢ - نمو الكتلة الخشبية: مرحلة الطفولة للشجرة

مع مرور الزمن، تبدأ الكتل الأولى للكتلة الخشبية بالنمو حول مركز الشجرة. يُطلق عليها اسم "الخشب الأولي"، وهو ليس فقط أول نوع من أنواع الخشب المنتجة ولكنه أيضاً الأقوى والحساس للألم. بعد ذلك، يأتي دور الخشب الثانوي الذي يتم إنشاؤه بواسطة طبقة الأنسجة تسمى "كambium" والتي تكبر كل سنة بطبقات جديدة تُعرف باسم حلقات النمو. يمكن رؤية تلك الحلقات عند قطع قطعة من الشجر وملاحظة الاختلافات الدقيقة فيها؛ فالشتاء يجلب خطوط ضيقة جداً بينما الصيف يساهم بخطوط أكثر سماكة.

٣ - الاستخلاص والإعداد: التحويل من أرض الواقع إلى منتج نهائي

بعد جمع الأشجار واستخراج جذوعها وحصادها بشكل احترافي، تمر عملية المعالجة بعددٍ كبيرٍ من الخطوات للتأكيد على سلامتها ونقاوتها للاستخدامات المختلفة:

a. التجفيف:

يحافظ تجفيف الخشب على شكله ومنعه التمدد بسبب رطوبته الأصلية. هناك العديد من الوسائل المستخدمة لهذا الغرض بما في ذلك استخدام الشمس والرياح والدخان والمعدات الكهربائية الحديثة.

b. التشذيب:

في هذه المرحلة يتم ازالة الطبقة الخارجية الخارجية لحماية سطح القطعة النهائية من التعفن والحشرات. غالبًا ما يستخدم الناس أدوات يدوية أو محركات كهربائية لهذه العملية اليدوية المؤقتة ولكن الأساسية للغاية.

c. الفرز:

حسب التطبيق المتوقع له، يتم فرز الأنواع المختلفة من الخشب وفقاً لقوة تحمل الضغط والصدمات ومقاومة النار والحرارة وغيرها الكثير.. وهذا يساعد العملاء والمطورين العقاريين تحديد النوع المثالي لمشروعهم الخاص سواء كانوا يريدون عمل أثاث منزلي عصري أو بناء منزل مؤقت بسيط مصنوع من الخشب.

وفي نهاية المطاف تصبح هذه القطع الصغيرة تحت اسم 'الخشب' جزءًا حيويًا في حياتنا اليومية لما تقدمه لنا من جمال ورونق بالإضافة لفوائده العديدة عبر القرون المنصرمة وما تزال كذلك حتّى الآن!