دبغ الجلود: التقنيات التقليدية للحفاظ عليها وصيانتها

تعتبر عملية دبغ الجلود واحدة من الحرف اليدوية القديمة التي كانت ولا تزال حيوية في العديد من الثقافات حول العالم. تتضمن هذه العملية تحويل الجلد الخام إ

تعتبر عملية دبغ الجلود واحدة من الحرف اليدوية القديمة التي كانت ولا تزال حيوية في العديد من الثقافات حول العالم. تتضمن هذه العملية تحويل الجلد الخام إلى مادة مرنة ومتينة ومقاومة للرطوبة والتلف، مما يجعلها قابلة للاستخدام في مجموعة واسعة من المنتجات مثل الأحذية والأثاث وأثواب المصارعين التقليدية وغيرها الكثير.

الدبغ هو فن ينطوي على معالجة الأجزاء الحيوانية بعد قلعها مباشرةً، وهو ما يُعرف باسم "جلد غير مدبغ". أول خطوة في الدبغ هي "التحمير"، وهي مرحلة تُزيل الشحوم والبروتينات الزائدة من الجلد باستخدام مواد كيميائية مختلفة بناءً على نوع الجلد المرغوب فيه وطبيعة الاستخدام النهائي. بعد ذلك، يتم غسل الجلد جيداً لإزالة الرغوة الناتجة عن التحميرات.

بعد الغسيل، تأتي مرحلة تسمى "الحشو"، حيث يتم ملء مسامات الجلد بالمواد الكيميائية لتسهيل عمليات الدبغ اللاحقة وتوفير بنية ثابتة للجلد. ثم يأتي دور "الإشباع"، والذي يتضمن تطبيق محلول يحتوي على الصابون والمواد المنظفة الأخرى لتنظيف الجلد بشكل عميق وإعداد سطحه للدبغ الفعلي.

في الخطوة الأخيرة، يتم وضع الجلد في مخزن ضخم مليء بحلول دباغة خاصة بناسب النوع المراد إنتاجه؛ قد يستخدم البعض الحلول النباتية بينما يفضل الآخرين حلول المعادن مثل الكروم. هذا المحلول يعمل على تغيير البنية الطبيعية للبروتينات الموجودة داخل طبقات الجلد، مما يؤدي إلى زيادة المتانة والقوة كما يحافظ أيضاً على شكل وشكل المنتج النهائي.

بشكل عام، يعدّ دبغ الجلود حرفة دقيقة تحتاج للمهارة والمعرفة العميقتين بالحرف اليدوية التقليدية والعلم الحديث لتحقيق نتائج مثالية. وقديمة كانت تلك المهارات أم جديدة فهي تستمر بإضافة لمسة فريدة لكل منتج مصنوع يدوياً.


سفيان بن الطيب

1156 مدونة المشاركات

التعليقات