رحلة تصنيع سكر النبات رحلة بدءاً من حقول القصب وحتى القطعة النهائية

يتمتع سكر النبات بتاريخ طويل ومتنوع يعود جذوره إلى الحضارات القديمة. اليوم، يعد إنتاجه عملية معقدة تتطلب فهمًا عميقًا للعلوم الزراعية والتكنولوجيات ال

يتمتع سكر النبات بتاريخ طويل ومتنوع يعود جذوره إلى الحضارات القديمة. اليوم، يعد إنتاجه عملية معقدة تتطلب فهمًا عميقًا للعلوم الزراعية والتكنولوجيات الصناعية المتطورة للحصول على المنتج النهائي الآمن والمذاق الجيد. إليكم نظرة شاملة حول كيفية صنع السكر النباتي.

* بدء الرحلة: زراعة ونبات القصب:

القصة تبدأ بزراعة نباتات القصب. يفضل معظم منتجي السكر موطن القصب الأصلي وهو المناطق المدارية بسبب المناخ الدافئ والحار وكثافة الأمطار التي تدعم نموه بشكل مثالي. يتم اختيار التربة الغنية بالأسمدة العضوية والصديقة للأسمدة الكيميائية لتوفير بيئة نمو صحية للقصب. بعد حوالي تسعة أشهر، ينتج كل عشب قصب منتصف حجمه تقريبًا ثمانية شركات كبيرة يمكن حصادها كمحصول رئيسي.

* جمع المحاصيل ومعالجتها:

بعد النضج، تتم قطف القصب يدويًا أو آليًّا وتشحنه مباشرة للمصنع المعالجة. عند الوصول، تمر القصب عبر مجموعة متخصصة من المعدات لإزالة الأوراق وسعف الشجر قبل البدء بالمعالجة. تُرسل هذه الفروع والأجزاء غير المستخدمة عادةً للتدوير كمصدر غذائي حيواني أو تستخدم كتغذية للنباتات الأخرى.

* استخراج عصارة القصب:

في المصانع الحديثة، يُمرر القصب الرطب عبر جهاز يسمى "الغسّالة"، والذي يعمل على تنظيف وتحضير العيون لعملية الضغط التالية. ثم يتم ضغط القصب بين أسطوانات دوارة عالية الضغط لاستخلاص السائل ذو اللون الأخضر الغامق والمعروف باسم عصير القصب أو "السكر". هذا الخطوة الأولى هي المفتاح لتحقيق أعلى نسبة استخلاص ممكنة للعناصر المفيدة الموجودة داخل كاماد القصب الخام.

* التنقية والكشف عن السكر:

يتم نقل العصير المستخلص إلى مرحلة التركيز الحراري حيث يتم تبخيره جزئيًّا مما يؤدي إلى زيادة تركيز محتوياته السكريّة الطبيعيّة بنسبة تصل حتى 75٪. خلال تلك المرحلة قد يستخدم بعض المنتجين مواد خلات كاليسوم لمساعدة العملية وقد يقوم البعض الآخر باستخدام طرق أكثر طبيعية مثل إضافة حموضة حمض الليمون لإحداث ترسيب غير مرغوب فيه وبالتالي تحسين نقاوته. عندما يصل مستوى السكر إلى درجة ملائمة للسحق، يصبح الآن مستعدًا لدخول وحدات الملاط حيث تقوم قوة الطرد المركزي بتشكيل بلورات صغيرة أولية تشكل نواة لمجموعات كبيرة من البلورات المعروفة بمصطلحات الصناعة بأنواع مختلفة منها 'الباند' والتي ستكون أساس هيكل البلورية النهائية لسكر الطعام كما نعرفه جميعا.

* مرحلة التجفيف وجفاف السكر:

تتم عملية تجفيف مكثفات محلول السكريات المركز للغاية بطرق مختلفة بما فيها استخدام الحرارة الجافة أو التعريض للهواء المضغوط اعتمادًا على امكانيات مصانع الإنتاج الخاصة بكل شركة وموقعها الاستراتيجي بالإضافة لاتجاه الرياح العامة المحلية أيضا. تعمل هذه التقنيات بهدف واحد هو إزاحة آخر ذرات الماء المتواجدة بين بلورات السكر وبالتالي تحقيق حالة ثابتة تسمى درجة بلوريته العالمية وهي المعيار الرئيسي لجودة المنتج النهائي .

هذه فقط مقدمة مختصرة عن عملية التحول الرائعة لنبتة بسيطة الى واحدةٍ من أهم المواد الغذائية عالمياً وأبرز الأعضاء الرئيسيين ضمن نظامنا اليومي رغم تجاور عمرها الفتوح ببعض الدول العربية القديمه منذ الاف السنوات!


سفيان بن الطيب

1156 مدونة المشاركات

التعليقات