تُعتبر صناعة السيراميك واحداً من أقدم الحرف اليدوية والمعروفة منذ آلاف السنين، والتي تنبع جذورها من الثقافات القديمة مثل الشرق الأوسط وآسيا. هذا الفن ليس فقط جمالياً ولكن له أيضًا تطبيق عملي واسع في مختلف قطاعات الحياة اليومية. إليكم نظرة تفصيلية حول كيفية تحويل مواد بسيطة إلى منتجات سيراميكية فريدة ومتنوعة.
إنشاء خليط الخزف
العملية تبدأ بتحضير الخليط الخام أو "المرو"، وهو أساس كل منتج سيراميكي. يتكون هذا الخليط من مجموعة من المواد الطبيعية بما فيها غضاريات (كالوسيلكات الألمونيوم) والفيدسبارت (نتائج للتحلل الكيميائي للجرانيت)، بالإضافة إلى الرمل السيليكاتي والكلسي. تتم عملية الطحن الدقيقة لهذه المكونات في المطاحن العملاقة لإنتاج مزيج ذو خصائص محددة من الكثافة واللزوجة ومستويات الراسب.
مرحلة التجفيف والتشكيل
بعد الحصول على المزيج المناسب، يتم الضخ باستخدام نظام يسمى "المذرر". يعمل المذرر كمصدر للحرارة المرتفع جداً (أكثر من 500 درجة مئوية) مما يساعد على ازالة الرطوبة الزائدة مما يؤدي إلى إنتاج بودرة ذات محتوى مائي يتراوح بين 4% و6%. بعد ذلك، يمكن تشكيل البودرة سواء بالصب أو الكبس لتكوين أشكال مختلفة حسب التصميم المرغوب فيه.
عملية الاحتراق الأولى والتلوين
ثم تأتي مرحلة التجفيف الحراري الأولية، حيث توضع القطع المشكلة في مداخن خاصة حتى تصبح نصف خاملة قبل البدء بعملية الرسم عليها بالألوان التي قد تكون طبعت إلكترونياً باستخدام طابعة ليزر عالية الدقة. بعد الانتهاء من الرسومات والتطبيق الفني للألوان، تعاد تلك القطع مرة أخرى إلى الفرن لعملية حرق نهائية تحت ظروف حرارية محددة تستمر لمدة حوالي 45 دقيقة لتحقيق الشكل النهائي للقيمة.
الفرز والحزم والشراء
بعد الانتهاء من العملية الأخيرة، تخضع منتجات السيراميك للتفتيش الدوري للتأكد من سلامتها وجودتها. إذا وجدت هنالك عيوب طفيفة، فإنه بإمكان متخصصيين إعادة ترميمهما عبر استعمال معجون خاص ومعاودة وضعها داخل المحرقة لحرق ثانوي. أخيرا، يتم تقديم منتجات الصف الأول للاستخدام والاستمتاع بها اليومية أو البيع بالتجزئة وفق احتياجات السوق المختلفة.
أنواع السيراميك
يمكن تقسيم السيراميك إلى قسمين رئيسيين هما:
* السيراميك التقليدي: يشمل كافة الأشياء المصنوعة جزئياً أو بكاملها من طين طبيعي بنسبة تراوح بين ٢٠٪ إلى ١٠٠٪. تشمل أمثلته الزجاجات والأباريق الخزفية، وكذلك الخشب الحجري وخزفيات الصين الأخرى.
* السيراميك الهندسي الحديث: يستخدم هذا النوع تكنولوجيات متقدمة لعلاج مشاكل الشقوق الصغيرة والمسام الموجودة ضمن المنتجات التقليدية باستخدام روبوتات ذكية وحديثة للغاية تسمى "السيراميك المتقدم".
مميزات وعيوب السيراميك
المزايا : تُبرز جماليتها وطرازاتها المتنوعة، كذلك فرصة العمل المثمرة التي توفرها للسكان الشباب وتعزيز الحياة الاقتصادية المحلية؛ سهولة تنظيفه بدون ضرورة خبراء اختصاصيون؛ مقاومة النار والبرودة مما جعله شائع الاستخدام بمطبخ المنزل وغرفة الطعام وديكورات المباني; تغطي المساحة الواسعة للأرض والجدران كما هو دأبنا باستعمالات حمامات المغاسل الحديثة.
السلبيات : تكلفته مرتفعة بالنسبة لأنواع معينة منه ; سرعة تلف أدوات الطهو بسبب شدة الاستعمال المتكررة والقاسية احيانا ؛ اختلاط الكثير منها بالألوان الصارخة وعدم بروز نقائها الجمالي نتيجة زحمها الملون .
من خلال عملية التصنيع التفصيلية والسرد الواضح لنقاط قوة ضعف القطاع, فإن السيراميك يبقى ذا أهميته وتاريخه العريق فهو يعكس مدى المهارة والإتقان الإنسانية وقدرات العالم العربي القديم الرائعة!