كانت بداية صناعة السيارات في اليابان متواضعة عندما شرعت بعض الشركات الصغيرة بإنتاج المركبات التجارية عقب الحرب العالمية الأولى تحت مظلة الحكومة والإمبراطورية العسكرية. ومع ذلك، فإن هذه البدايات المتواضعة سرعان ما تحولت إلى قوة تنافسية هائلة في عالم السيارات.
في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، طورت العديد من العلامات التجارية المعروفة الآن مثل تويوتا ونيسان مكامن القوة الخاصة بها والتي عززتها غالبًا العقوبات المفروضة عليها من قبل قوات الحلفاء التي منعتهم من التصنيع لفترة وجيزة بعد انتهاء الحرب مباشرةً. لكن، وبعد رفع تلك القيود، عادت كلتا الشركتين للعمل وأصبح لديهما القدرة على المنافسة بشراسة ضد اللاعبين الدوليين الآخرين.
ومع مرور الوقت، حققت الشركات المصنعة اليابانية تقدمًا ملحوظًا نحو تعزيز قدراتها الانتاجية وجودة منتجاتها. وفي السبعينيات تحديدا، تفوقت الشركات اليابانية الرائدة بما فيها "تويوتا" على نظيرتها الأمريكية باختلاف كبير - وهو أمر ظل ساريا منذ ستينيات القرن ذاته تقريبًا. ويمكن تسمية قدرة اليابان الاستثنائية لإحداث تغييرات وتحسينات تكنولوجية وإدارية كعامل أساسي أدى لهذه الريادة الدولية.
اليوم، تعد الولايات المتحدة منافسا رئيسياً لأعمال اليابان في قطاع السيارات؛ إذ تبقى ديترويت رمزا لعشق أمريكا للسيارات. وعلى الرغم من هذا الوضع، استمرت اليابان تسعى لتحقيق المزيد عبر اعتماد استراتيجيات مبتكرة أثرت ايجابيًا ليس فقط على صحة اقتصادها المحلي بل أيضا خلق فرص العمل للقوة البشرية المؤهله والموهوبة سواء كوادر ماهرة أو خبراء محترفين. وبالتالي، أصبح لدى البلاد حاليا أكثر من خمسة ملايين موظف يشغلون مناصب ذات علاقة بصنع وتجميع الدوريات الحديثة.